وأما قوله ﴿إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ﴾[٤٧ب] ﴿مُسَلَّمَةٌ﴾[٧١] "مسلمة" على "إنَّها بَقَرَةٌ مُسَلَّمةٌ".
﴿ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ﴾
﴿لاَّ شِيَةَ فِيهَا﴾ يقول: "لا وَشْيَ فيها" من "وَشَيْتُ شِيَةً" كما تقول: "وَدَيْتُه دِيَةً" و"وَعَدْتُهُ عِدَةً". واذا استأنفت (ألآن) قطعت الألفين جميعا لأن الألِفَ الأولى مثل ألف "الرَّجل" وتلْك تُقطع إذا استُؤنفت، والأُخرى همزة ثابتة تقول "ألآن" فتقطع ألف الوصل، ومنهم من يذهبها ويثبت الواو التي في (قَالُوا) لأنَّه إنَّما كان يذهبها لسكون اللام، واللام قد تحرّكت لأنَّه قد حوّل عليها حركة الهمزة.
﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ﴾
أما قوله ﴿وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا﴾ فانما هي "فَتَدارَأْتُم" ولكن التاء تدغم احياناً كذا في الدال لان مخرجها من مخرجها. فلما أدغمت فيها حوّلت فجعلت دالا مثلها، وسكنّت فجعلوا الفاً قبلها حتى يصلوا الى الكلام بها كما قالوا: "اضرْب" فألحقوا الالف حين سكنت الضاد. الا ترى انك اذا استأنفت قلت "ادّارأتم" ومثلها ﴿يَذَّكَّرُونَ﴾ و ﴿تَذَّكَّرُونَ﴾ [و] ﴿أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ الْقَوْلَ﴾ ومثله في القرآن كثير. وانما هو "يَتدَبَّرون" فأدغمت التاء في الدال لأن التاء قريبة المخرج من الدال، مخرج الدال بطرف اللسان وأطراف الثنيتين ومخرج التاء بطرف اللسان وأصول الثنيتين. فكل ما قرب مخرجه فافعل به هذا [٤٨ء] ولا تقل في "يَتَنَزَّلون": "يَنّزَّلون" لان النون ليست من حروف الثنايا كالتاء.
المعاني الواردة في آيات سورة ( البقرة )


الصفحة التالية
Icon