﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِّن بَعْدِ ذلك فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَآءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾
قال ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ وليس قوله: ﴿أَوْ أَشَدُّ﴾ كقولك: "هُوَ زيدٌ أو عمرو" إنّما هذه ﴿أَوْ﴾ التي في معنى الواو، نحو قولك: "نَحْنُ نأكُل البُرَّ أَوْ الشَعير أو الأُرُزَّ، كلَّ هذا نَأْكُلُ" فـ﴿أَشَدُّ﴾ ترفع على خبر المبتدأ. وانما هو "وهي أشدُّ قَسْوَةً" وقال بعضهم ﴿فَهْيَ كالحِجارَةِ﴾ فأسكن الهاء وبعضهم يكسرها. وذلك ان لغة العرب في "هيَ" و"هَو" ولام الأمر اذا كان قبلهن واو أو فاء أسكنوا أوائلهن. ومنهم من يدعها. قال ﴿وَهُوَ اللَّهُ لا اله إِلاَّ هُوَ﴾ [و] قال ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. [و] قال ﴿وَلْيتوبوا﴾ وقف وكسر. وقال ﴿فَلْيَعْبُدُواْ﴾. وقف وكسر.

باب إِنَّ وأَنَّ.



الصفحة التالية
Icon