أَغارَ وأَقْوى ذات يومٍ وخَيْبَةٌ * لأوَّلِ مَنْ يَلْقى غيٌ مُيَسَّرُ

باب اللام.


وقوله ﴿لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً﴾ فهذه اللام إذا كانت في معنى "كَيْ" كان ما بعدها نصبا على ضمير "أَنْ"، وكذلك المنتصب بـ"كيْ" هو أيضاً على ضمير "أَنْ" كأنه يقول: "الاشتراءِ"، فـ"يَشتَرُوا" لا يكون اسما الا بـ"أنْ"، فـ"أَنْ" مضمرة وهي الناصبة وهي في موضع جر باللام. وكذلك ﴿كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً﴾ "أَنْ" مضمرة وقد جرتها "كيْ" وقالوا: "كَيْمَهْ" فـ"مَهْ" اسم لانه "ما" التي في الاستفهام وأضافَ "كَيْ" اليها. وقد تكون "كَيْ" بمنزلة "أَنْ" هي الناصبة [٥٤ء] وذلك قوله ﴿لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ﴾ فاوقع عليها اللام. ولو لم تكن "كَيْ" وما بعدها اسما لم تقع عليها اللام وكذلك ما انتصب بعد "حتّى" إنَّما انْتَصَبَ بضمرِ "أَنْ" قال ﴿حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ﴾ و﴿حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ إنَّما هو "حتَّى أَنْ يَأْتِيَ " و"حَتّى أَنْ تَتَّبعَ"، وكذلك جميع ما في القرآن من "حتّى". وكذلك ﴿وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾ اي: "حتّى أَنْ يقولَ" لأنّ "حتّى" في معنى "إلىّ"، تقول "أَقَمْنا حتّى الليلِ" أيْ: "إلى اللَّيْلِ". فإن قيل: إظهارُ "أَنْ" ها هنا قبيح قلتُ: "قد تُضمر أشياءُ يقبحُ إظهارها إذا كانوا يستغنون عنها". ألا ترى أَنَّ قولك: "إنْ زيداً ضربْتَهُ" منتصب بفعل مضمر لو اظهرته لم يحسن. وقد قرئت هذه الآية ﴿وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾يريد: "حتّى الرَّسُولُ قائلٌ"، جعل ما بعد "حتّى" مبتدأَ. وقد يكون ذلك نحو قولك: "سِرْتُ حتّى أدْخُلُها" إذا أردت: "سرت فإذا أَنَا داخِلٌ فيها" و"سِرْتُ أمسِ حتّى أَدْخُلُها اليومَ" أيْ: حتّى "أَنَا اليومَ أَدْخُلْها فَلا أُمْنَعْ". واذا كان غاية للسير نصبته. وكذلك ما لم يجب مما يقع عليه "حتّى" نحو {لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ


الصفحة التالية
Icon