وقال ﴿أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ﴾ فهذا لم يظهر له خبر في اللفظة ولكنه في المعنى - و الله أعلم - كأنه "أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ أَفْضَلُ أمْ مَنْ لا يَتَّقِي".
﴿ قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴾
وقال ﴿قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾ لأن قوله ﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هذاالْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ﴾ [٢٧] معرفة فانتصب خبره.
المعاني الواردة في آيات سورة ( الزمر )
﴿ وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾
وقال ﴿وَالَّذِي جَآءَ بِالصِّدْقِ﴾ ثم قال ﴿أُوْلَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ فجعل "الذي" في معنى جماعة بمنزلة ﴿مَنْ﴾.
﴿ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴾
وقال ﴿وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ﴾ فرفع على الابتداء. ونصب بعضهم فجعلها على البدل. وكذلك ﴿وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ﴾ جعله بدلاً من ﴿الخبيث﴾ [١٦٤ ء] ومنهم من قال ﴿بَعْضُه على بَعْض﴾ فرفع على الابتداء. أو شغل الفعل بالأول. وقال بعضهم ﴿مُسْوادَّةٌ﴾ وهي لغة لأهل الحجاز يقولون: "اِسْوادَّ وجهُهُ" و"اِحْمارَّ" يجعلونه "اِفْعَالَّ" كما تقول للاشهب "قدِ اشْهَابَّ" [وللازرق] "قدِ ازْرَاقَّ". وقال بعضهم لا يكون "اِفْعَالَّ" في ذي اللون الواحد، [و] إِنَّما يكون في نحو الاشهب ولا يكون في نحو الاحمر وهما لغتان.
﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾
وقال ﴿أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ﴾ يريد "أَفَغَيْرَ اللهِ أَعْبُدُ تَأْمُرُونَنِي" كأنه اراد الالغاء - و الله أعلم - كما تقول "هَلْ ذَهَب فُلانٌ. تَدْرِي" جعله على معنى "ما تدري".
المعاني الواردة في آيات سورة ( الزمر )


الصفحة التالية
Icon