وجاء في الصحيحين عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه قالت فبدأ بى فقال إنى ذاكر لك أمر فلا عليك أن لا تستعجلى حتى تستأمرى أبويك وقد علم أن أبوى لم يكونا يأمرانى بفراقه فقال إن الله قال يا أيها النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا إلى تمام
الاية فقلت له ففى أى هذا أستأمر أبوى فإنى أريد الله ورسوله والدار الآخرة
ـــــــــــــ
(١) سورة الأحزاب آية٢٨
(٢) تفسير الوحداي ج٢ص٨٦٤
(٣) صحيح مسلم كتاب الطلاق ج١٠ ص ٧٨
وفعل أزواج النبى صلى الله عليه وآله وسلم مثل مافعلت) (١)
ولهذا لما أخترن زوجات النبي ﷺ، النبي عليه الصلاة والسلام حصل لهن ثلاثة أشياء أحدها التفضيل على سائر النساء بقوله لستن كأحد من النساء والثاني أن جعلهن امهات المؤمنين والثالث أن حظر عليه طلاقهن والاستبدال بهن بقوله لا يحل لك النساء من بعد الأحزاب ) (٢)
فقد خير النبي ﷺ نساءه بأمر الله له أن يقول ( إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ) أي السعة والتنعيم فيها (وَزِينَتَهَا ) أي زخرفها ومباهجها، (فَتَعَالَيْن)َ أقبلن بإرادتكن واختياركن (أُمَتِّعْكُنَّ) أعطكن متعة الطلاق (وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً) التسريح هو الطلاق (جَمِيلاً) أي حسن كثير بأن يكون طلاق مشروع لاضرر فيه. (٣)
وفي تقديم التمتيع على التسريح مع أنه في الواقع بعده، ما يدل على كرمه عليه الصلاة والسلام وحسن خلقه، وفي ذلك إيناس لهن وقطع لمعاذيرهن
من أول الأمر، حيث سألنه ثياب الزينة وزيادة النفقة وتوسعة الحال (٤)
وقد حصل لهن الخير الكثير عندما أخترن الرسول صلى الله عليه وسلم
من ذلك : إظهار رفعتهن، وعلو درجتهن وبيان علو هممهن، أن كان الله ورسوله ن مرادهن ومقصودهن، دون الدنيا وحطامها.


الصفحة التالية
Icon