لقد بعثه الله عز وجل بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، جعله الله رحمته المهداة ونعمته المسداة، ففتح الله به، أعيناً عمياً، وقلوباً غلفا، ً وآذاناً صماً، أنار به الطريق وأوضح به الحجة، وأوجب على الأمة محبته وطاعته واتباع سنته وألا يعبد الله إلا بما شرع.
لقد بذل عليه الصلاة والسلام جهده ووقته وجميع ما يملك في بيان أحكام الدين ونشر تعاليم الإسلام، واهتمام بدعوة الناس إليه، حتى ترك الناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
ـــــــــــــــــــ
(١) سورة آل عمران آية ١٠٢
(٢) سورة النساء آية ١
(٣) سورة الأحزاب آية ٧١، ٧٠
(٤) سورة آل عمران آية ١٦٤
فقد رفع الله سبحانه وتعالى منزلة رسوله عليه الصلاة والسلام عنده وأعلى
قدره، وقد خص الله سبحانه وتعالى نبيه بخصائص عالية، وفضائل كريمة، وأيده بالمعجزات الباهرة والبراهين الساطعة ليغرس سبحانه وتعالى في قلوب العباد محبته والإيمان به. وأوجبه على أمته طاعته والتمسك بسنته، والسير على طريقته وأقتفاء أثره، أتتحاكم إليه والى سنته في جميع شئون الحياة، يقول الله تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (١)
بل جعل الله سبحانه من محبته محبة رسوله عليه الصلاة والسلام، يقول سبحانه وتعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢)
بل قرن الله سبحانه وتعالى بطاعته طاعة رسوله عليه الصلاة والسلام
قال تعالى(قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ)(٣)
وكذلك جعل من طاعة الله طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام،