قال تعالى( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)(١)
هذا النداء الرابع في هذه السورة، وذلك في شأن ما أحل له من الزوجات والسراري، وبيان ما هو خاص له عليه الصلاة والسلام، وما هو له ولأمته،
فقوله تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ )
فيه بيان للنبي أن الله قد أحل له جميع النساء اللاتي تزوجهن بمهر معروف
وهذا من الأمور المشتركة بين النبي وبين المؤمنين، فإن المؤمنين يباح لهم من الزوجات إذ أعطهن المهر.
وقيل أن المراد أحللنا لك أزواجك الكائنات عندك لأنهن قد اخترنك على الدنيا وزينتها وهذا الذي أختاره الشوكاني (٢)
وقوله (وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ) هذا من الأصناف التي مما أحل للنبي وهن النساء اللاتي تملكهن في الحرب، وإنما قيدهن بطريق الغنائم لأنهن أفضل من اللاتي يملكهن بالشراء.
وقوله تعالى (وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ) كذلك مما أحل للنبي القريبات له من بنات الأعمام والعمات، والأخوال والخالات بشرط الهجرة معه عليه الصلاة والسلام.


الصفحة التالية
Icon