وقال ابن كثير ( هذا عدل وسط بين الإفراط والتفريط فان النصارى لا يتزوجون المرأة إلا إذا كان الرجل بينه وبينها سبعة أجداد فصاعدا واليهود يتزوج أحدهم بنت أخيه وبنت أخته فجاءت هذه الشريعة الكاملة الطاهرة بهدم إفراط النصارى فأباح بنت العم والعمة وبنت الخال والخالة وتحريم مافرطت فيه اليهود من إباحة بنت الأخ والأخت وهذا شنيع فظيع )(٣)
وقوله (َ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ)كذلك مما أحل للنبي النساء المؤمنات الصالحات اللواتي وهبن أنفسهن للنبي.
قوله تعالى (إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ)
المقصود أن المرآة التي قد وهبت نفسها، ولم يعطيها النبي مهر أن هذا خاص بالنبي وليس عام للمؤمنين فلا بد في نكاح المؤمنين من المهر
ــــــــــــــ
(١) سورة الأحزاب آية٥٠
(٢) فتح القدير ج٤ ص٢٩١
(٣) تفسير ابن كثير ج٣ ص٤٩٩
وقوله تعالى( قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ )
أي قد علمنا ما فرض على المؤمنين من مهر والنفقة والشهود في عقد النكاح وعدم التجاوز عن أربع نساء، بخلاف النبي ﷺ،
وقوله (أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً )المراد حتى لا يحصل مشقة وتضيق على النبي، وختمت الآية بأن الله واسع المغفرة كثير الرحمة
وجاء في سبب نزول هذه الآية قول أم هانيء بنت أبي طالب قالت خطبني رسول الله ﷺ فاعتذرت إليه فعذرني، ثم أنزل الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ...... ) الآية قالت فلم أكن أحلله لأني لم أهاجر، كنت من الطلقاء )(١) قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح
ــــــــــــــ
(١) سنن الترمذي ج ٥ ص٣٣١
الآية التاسعة :


الصفحة التالية
Icon