قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (١)
هذا النداء الخامس والأخير في هذه السورة الكريمة، و تسمى أية الحجاب فيه أمر من الله للنبي عليه الصلاة والسلام، أن يأمر زوجاته وبناته وجميع نساء المؤمنين بالستر والعفاف عن الرجال، والذي لا يحصل ذلك الإ بالحجاب.
فقوله (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ) أي تسدل المرآة على وجهها الحجاب
فقوله ( ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) أيذلك أقرب أن يعرفن ويميزن
لتسترهن بالحجاب والعفة، فلا يتعرض لهن أحد ولا يلقين ما يكرهن، لأن المرأة إذا لم يقدم عليها فاسق، بخلاف المتبرجة، فإنه مطموع فيها
وقد كان من المؤمنات الامتثال والانقياد لأمر الله والاستجابة له سبحانه وتعالى ولرسوله عليه الصلاة والسلام، فتقول عائشة رضي الله عنها ( رحم الله نساء الأنصار، لما نزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ....) شققن مروطهن فاعتجرن بها، فصلين خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام كأ نما على رؤوسهن الغربان)(٢)
وأخرج والبخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت خرجت سودة رضي الله عنها بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفي على من يعرفها فرآها عمر رضي الله عنه فقال يا سودة انك والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فانكفأت راجعة ورسول الله ﷺ في بيتي وانه ليتعشى وفي يده عرق فدخلت وقالت يا رسول الله اني خرجت لبعض حاجتي فقال لي عمر رضي الله عنه كذا كذا فأوحى اليه ثم رفع عنه وان العرق في يده فقال انه قد أذن لكن ان تخرجن لحاجتكن ) (٣)


الصفحة التالية
Icon