وقيل أن سبب نزول الآية هو ما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ( طلق رسول الله ﷺ حفصة رضي الله عنها، فأتت أهلها ن فانزل الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ) فقيل له راجعها فإنها صوامة قوامة، وهي من أزواجك ونسائك في الجنة )(٣
ــــــــــــــ
(١) سورة الطلاق آية١
(٢) صحيح البخاري مع الفتح ج٨ ص٦٥٣
(٣) زاد المسير ج٨ ص١٨٧، الدر المنثور ج٨ص١٨٩، جامع البيان ج ٢٨ ص١٣٢، تفسير ابن كثير ج٤ ص٤٠٣
الآية الثانية عشرة :
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١)
في هذا النداء خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام، وذلك عندما حرم عليه الصلاة والسلام على نفسه زوجاته، ولهذا كان سبب نزول هذه الآية ما جاء عن
عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله يشرب عسلا عند زينب بنت جحش ويمكث عندها فواطيت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له أكلت مغافير إني أجد منك ريح مغافير قال لا ولكني كنت أشرب عسلا عند زينب بنت جحش فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً ) (٢)
وقد ذهب ابن كثير إلى أن هذا السبب هو الصحيح (٣)
وقيل أن سبب نزول الآية هو ما جاء من تحريم النبي صلى الله عليه وسلم
على نفسه وطء جاريته مارية القطبية ورجح الثعالبي هذا القول (٤) وذلك كما في حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كانت له أمة يطؤها، فلم تزل به عائشة وحفصة حتى حرمها، فأنزل الله عز وجل ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ ) (٥)