وذهب الطبري إلى الجمع بين السببين فقال ( الصواب من القول في ذلك أن يقال كان الذي حرمه النبي ﷺ على نفسه شيئا كان الله قد أحله له وجائز أن يكون ذلك كان جاريته وجائز أن يكون كان شرابا من الأشربة وجائز أن يكون كان غير ذلك غير أنه أي ذلك كان فإنه كان تحريم شيء كان له حلالا فعاتبه الله على تحريمه على نفسه ما كان له قد أحله وبين له تحلة يمينه كان حلف بها مع تحريمه ما حرم على نفسه )(٦)
وقال ابن حجر يحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا ) (٧)
و قال النووي في شرح مسلم الصحيح أن الآية في قصة العسل لا في قصة مارية المروي في غير الصحيحين ولم تأت قصة مارية في طريق صحيح (٨)
ـــــــــــــــــــ
(١)سورة التحريم آية١
(٢) صحيح البخاري مع الفتح ج٨ ص٦٥٦ كتاب التفسير، مسلم كتاب الطلاق ج١٠ ص٧٣
(٣) تفسير ابن كثير ج٤ ص٣٨٨
(٤) تفسير الثعالبي ج٤ ص٣١٤
(٥) لباب المنقول ص٢١٧، المستدرك للحاكم كتاب التفسير ج٢ ص٤٩٣
(٦) جامع البيان ج١٨ ص١٥٨
(٧) فتح الباري مع صحيح البخاري ج٨ ص٦٥٧
(٨) شرح النووي على صحيح مسلم ج١٠ ص٧٧
الآية الثالثة عشرة :
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (١)
هذا النداء سبق عليه الكلام كما في سورة التوبة، ومناسبته للذي قبله في أول السورة، أن هذا النداء الثاني للنبي ﷺ يأمره بإقامة صلاح عموم الأمة بتطهيرها من الخبثاء والمنافقين بعد أن أمره بإفاقة من عليهما الغفلة عن شيء من واجب حسن المعاشرة مع الزوج (١)
ــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة التحريم آية٩
(٢) تفسير التحرير والتنوير ج٢٨ ص٣٤٧
المبحث الثاني : النداء بصفة الرسالة.
جاء النداء بصفة الرسالة في آيتين :
الآية الأولى :