وسبب نزول هذه الآية هو ما ثبت في الصحيحين عن يحيى بن أبي كثير سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القرآن قال يا أيها المدثر قلت يقولون اقرأ باسم ربك الذي خلق فقال أبو سلمة سألت جابر بن عبد الله عن ذلك وقلت له مثل الذي قلت فقال جابر لا أحدثك إلا ما حدثنا رسول الله قال جاورت بحراء فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت عن يميني فلم أر شيئا ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا ونظرت أمامي فلم أر شيئا ونظرت خلفي فلم أر شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فأتيت خديجة فقلت دثروني وصبوا علي ماء باردا قال فدثروني وصبوا علي ماء باردا قال فنزلت يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر )(٤)
في هذه الآية نودي النبي ﷺ بوصف مشتق من حاله التي كان عليها، تأنيساً له وملاطفة له في الخطاب، ولم يناد باسمه ليستشعر اللطف والتكريم من ربه (٥)
ــــــــــــــــــــــ
(١)سورة المدثر آية ١
(٢)البرهان في علوم القرآن ج١ص٢٠٨
(٣) فتح القدير ج٥ص٣٢٤
(٤) صحيح البخاري ج٨ ص٦٧٦، صحيح مسلم ج٢ص٢٠٧
(٥) الجامع لأحكام القرآن ج١٩ ص٦١، تفسير التحرير والتنويرج٢٩ص٢٩٤
المبحث الرابع : ما ذُكر إنه نداء للنبي عليه الصلاة والسلام وهو ليس بنداء.
ذكر بعض العلماء إن هناك نداءات للنبي عليه الصلاة والسلام بغير وصف قال تعالى (طه *مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى*إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى)(١)
حيث ذهب البعض من المفسرين(٢) إلى أن (طه)اسم للنبي عليه الصلاة والسلام ويقول الطبري(والذي هو أولى بالصواب عندي من الأقوال فيه قول من قال معناه يا رجل لأنها كلمة معروفة في عك فيما بلغني وأن معناها فيهم يا رجل(٣)
وكذلك قوله تعالى ( يس) قيل المقصود هو النبي عليه الصلاة والسلام ذكره ابن الحنفية والضحاك (٤)
وقال سعيد بن جبير هو اسم من أسماء النبي عليه الصلاة والسلام(٥)


الصفحة التالية
Icon