قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) ٥)
ولهذا قيل أن النداء لا يكاد ينفك عن الأمر أو ما جرى مجراه من الطلب والنهى ولذلك لا يكاد يوجد في كتاب الله تعالى نداء ينفك عن أمر أو نهى ولهذا لما جاء بعده الخبر في قوله تعالى يا أيها الناس ضرب مثل شفعه الأمر في قوله فاستمعوا له)(٦)
ويقول الزمخشري ( كل نداء في كتاب الله تعالى يعقبه فهم في الدين، إما من ناحية الأوامر والنواهي التي عقدت بها سعادة الدارين، وإما مواعظ وزواجر وقصص لهذا المعنى، كل ذلك راجع إلى الدين الذي خلق لأجله، وقامت السموات والأرض به، فكان حق هذه أن تدرك بهذه الصيغة البليغة )(٧)
ـــــــــــــــ
(١)سورة آل عمران آية ١٠٢
(٢)سورة التوبة آية ١١٩
(٣)سورة النساء آية٢٩
(٤)سورة المنافقون آية ٩
(٥)سورة الصف آية١٠
(٦)الأنصاف في مسائل الخلاف ج١ص١٠٣
(٧)الكشاف ج١ص١٢٢
المبحث الثاني : ما يكون بعد نداء النبي عليه الصلاة والسلام في القرآن.
جاء النداء العظيم للنبي الكريم في القرآن الحكيم كما سبق في سبعة عشر موضعاً جاء غي غالبها بعد النداء الطلب، ففي عشرة مواضع منها جاء بعد النداء الأمر وهي قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)(١)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)(٢)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى )(٣)
قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ )(٤)
قال تعالى(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) (٥)


الصفحة التالية
Icon