فقد ذكر الطبري بسنده إلى علي بن أبي طالب قال لم يبعث الله عز وجل نبيا آدم فمن بعده إلا أخذ عليه العهد في محمد لئن بعث وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه ويأمره فيأخذ العهد على قوم (٢).
وقال السدي (لم يبعث الله عز وجل نبيا قط من لدن نوح إلا أخذ ميثاقه ليؤمنن بمحمد ولينصرنه إن خرج وهو حي وإلا أخذ على قومه أن يؤمنوا به ولينصرنه إن خرج وهم أحياء ) (٣).
وقال بعض أهل العلم إنما أخذ الميثاق على النبيين و أممهم فاكتفى بذكر الأنبياء عن ذكر الأمم لأن في أخذ الميثاق على المتبوع دلالة على أخذه على التابع وهذا معنى قول ابن عباس و الزجاج ) (٤).
ــــــــــــــــــــ
(١) سورة آل عمران آية ٨١
(٢) جامع البيان ج ٣ص٣٣٢
(٣) جامع البيان ج ٣ص٣٣٢
(٤) زاد الميسر ج١ ص٤١٥
٢ ـ كون النبي عليه الصلاة والسلام نعمة من ربه على العباد فلا هداية لهم إلا على يديه ونعمة الرسول على هذه الأمة من أكبر المنن بل هي أصلها... الذي جمع الله به جميع المحاسن الموجودة في الرسل. ذكره ابن سعدي ( ١)
يقول سبحانه وتعالى ( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (٢).
ولاشك أن من أعظم النعم على العباد هو تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى ولا يتم ذلك الإ ببعث رسولا ًمن عند الله يقول قتادة رحمه الله ( من الله عليهم من غير دعوة ولا رغبة من هذه الأمة جعله الله رحمة لهم ليخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إلى صراط مستقيم ) (٣).


الصفحة التالية
Icon