قوله تعالى: "من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء" قال أبو جعفر النحاس: من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله محمدا ( وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه. "فليمدد بسبب إلى السماء" أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء. "ثم ليقطع" أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له "فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ" وحيلته ما يغيظه من نصر النبي (. والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر. وكذا قال ابن عباس: (إن الكناية في "ينصره الله" ترجع إلى محمد (، وهو وإن لم يجر ذكره فجميع الكلام دال عليه؛ لأن الإيمان هو الإيمان بالله وبمحمد (، والانقلاب عن الدين انقلاب عن الدين الذي أتى به محمد ( ؛ أي من كان يظن ممن يعادي محمدا ( ومن يعبد الله على حرف أنا لا ننصر محمدا فليفعل كذا وكذا). وعن ابن عباس أيضا (أن الهاء تعود على "من" والمعنى: من كان يظن أن الله لا يرزقه فليختنق، فليقتل نفسه؛ إذ لا خير في حياة تخلو من عون الله). والنصر على هذا القول الرزق؛ تقول العرب: من ينصرني نصره الله؛ أي من أعطاني أعطاه الله. ومن ذلك قول العرب: أرض منصورة؛ أي ممطورة. قال الفقعسي: = وإنك لا تعطي امرأ فوق حقه ولا تملك الشق الذي الغيث ناصره =