الآيات، فإن قيل: هذا الوجه الذي دل عليه القرآن، فيه أن العطف على الضمير المخفوض من غير إعادة الخافض، ضعفه غير واحد من علماء العربية، قال ابن مالك في (الخلاصة):
وعود خافض لدى عطف على ضمير خفض لازماً قد جعلا
فالجواب من أربعة أوجه:
الوجه الأول: أن جماعة من علماء العربية صححوا جواز العطف من غير إعادة الخافض، قال ابن مالك في (الخلاصة): وليس عندي لازماً إذ قد أتى في النظم والنثر الصحيح مثبتا
الوجه الثاني: أنه من العطف على المحل، لأن الكاف مخفوض في محل نصب، إذ معنى ﴿حَسْبَكَ﴾ يكفيك، قال في (الخلاصة): وجر ما يتبع ما جر ومن راعى في الاتباع المحل فحسن
الوجه الثالث: نصبه بكونه مفعولاً معه، على تقدير ضعف وجه العطف، كما قال في (الخلاصة):
العطف إن يمكن بلا ضعف أحق والنصب مختار لدى ضعف النسق
الوجه الرابع: أن يكون ﴿وَمِنْ﴾ مبتدأ خبره محذوف، أي ﴿وَمَنِ ؟تَّبَعَكَ مِنَ ؟لْمُؤْمِنِينَ﴾ فحسبهم الله أيضاً، فيكون من عطف الجملة، والعلم عند الله تعالى.
قلت : وهذه الكفاية وردت في قوله تعالى :(أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ) (الزمر : ٣٦ ) = قال الطبري رحمه الله:
-القول في تأويل قوله تعالى: (أَلَيْسَ اللّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ )... اختلفت القرّاء في قراءة: (ألَيْسَ اللّهُ بكافٍ عَبْدَهُ) فقرأ ذلك بعض قراء المدينة وعامة قرّاء أهل الكوفة: "ألَيْسَ اللّهُ بكافٍ عِبادَهُ" على الجماع، بمعنى: أليس الله بكاف محمدا وأنبياءه من قبله ما خوفتهم أممهم من أن تنالهم آلهتهم بسوء ؟ وقرأ عامة قرّاء المدينة والبصرة، وبعض قرّاء الكوفة: (بكافَِ عَبْدَهُ) على التوحيد، بمعنى: أليس الله بكاف عبده محمدا.