٣) انظر تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي [ج٧ص٦٩٠] وتفسير القرآن لابن عبد السلام [ج٣ص٥١٣] وتفسير القرآن العظيم لابن كثير [ج٤ص٦١٦] وبدائع التفسير الجامع لتفسير ابن القيم الجوزية [ج٥ص٤٥٩] ومعالم التنزيل للبغوي [ج٤ص٥٤٨] وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي [ج٩ص٢٧٩] وتفسير سورة الناس للشيخ محمد بن عبد الوهاب [ص٤٧].
قلت : فالموسْوسُون قسمان :
١) قسم الجِنَّة : وهم الخلق المستترون الذين لا نعرفهم، وإنما نجد في أنفسنا أثرا من وسوستهم، ولكل واحد من الناس شيطان.
٢) قسم الناس : ووسوستهم ما نشاهده ونراه بأعيينا ونسمعه بآذاننا.
فهذه السورة مشتملة على الاستعاذة برب الناس ومالكهم وإلههم من الشيطان، الذي هو أصل الشرور كلها ومادّتها الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس فيحسن لهم الشر ويريهم إياه في صورة حسنة وينشط إرادتهم لفعله.
فائدة جليلة :
قد اشتملت السورتان ( الفلق ) و ( الناس ) على ثلاثة أصول، وهي أصول الاستعاذة.
أحدها : نفس الاستعاذة.
الثانية : المستعاذ به.
الثالثة : المستعاذ منه.
فبمعرفة ذلك تعرف شدة الحاجة والضرورة إلى هاتين السورتين.
أولاً : الاستعاذة :
اعلم أن لفظه ( عاذ ) وما تصرف منها تدل على التحرز والتحصن والنجاة.
وحقيقة معناها : الهروب من شئ تخافه إلى من يعصمك منه، ولهذا يسمى المستعاذ به: مُعاذاً كما يسمى : ملجأً.
فمعنى ( أعوذ ) ألتجئ وأعتصم وأتحرز.
وفي أصله قولان :
أحدهما : أنه مأخوذ من الشر. فالعائذ قد استتر من عدوه بمن استعاذ به منه واستنجد به منه.
الثاني : أنه مأخوذ من لزوم المجاورة.
فكذلك العائذ قد استمسك بالمستعاذ به واعتصم به ولزمه.
قلت : والقولان حق كما هو ظاهر(١).


الصفحة التالية
Icon