١) سورة الرعد آية [١١].
٢) سورة الأنفال آية [٥٣].
الحذر والجد في الهرب. ولكن قد ضُرب على قلبه حجاب الغفلة ليقضي الله أمراً كان مفعولاً. فلو تيقظ حق التيقظ لتقطعت نفسه عن الدنيا حسرات على ما فاته من حظ العاجل والآجل من الله. وإنما يظهر له هذا حقيقة الظهور عند مفارقة هذا العالم، والإشراف والاطلاع على عالم البقاء فحينئذ يقول : ؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ (١) و؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟ ؟ (٢).
ولما كان الشر هو الآلام وأسبابها، كانت استعاذات النبي - ﷺ - جميعها مدارها على هذين الأصلين، فكل ما استعاذ منه أو أمر بالاستعاذة منه فهو إما مُؤلِم، وإمَّا سبَبٌ يُفضِي إليه، فكان يتعوَّذ في آخِر الصلاة من أربَع وأمَر بالاستعاذة منهن وهي :(عذاب القبر، وعذاب النار ) فهذان أعظم المؤلمات(وفتنة المحيا والممات، وفتنة المسيخ الدجال) (٣) وهذان سبب العذاب المؤلم. فالفتنة سبب العذاب، وذكر الفتنة خصوصاً، وذكر نوعي الفتنة، لأنها إما في الحياة وإما بعد الموت، ففتنة الحياة : قد يتراخى عنها العذاب مدة وأما فتنة بعد الموت فيتصل بها العذاب من غير تراخ.
فعادة الاستعاذة إلى الاستعاذة من الألم والعذاب وأسبابهما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) سورة الفجر آية [٢٤].
٢) سورة الزمر آية [٥٦]
٣) أخرجه البخاري في صحيحه [ج٣ص٢٨٤] ومسلم في صحيحه [ج٢ص٢٣٣] من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وهذا من آكد أدعية الصلاة، حتى أوجب بعض السلف والخلف الإعادة على من لم يدع به في التشهد الأخير، وأوجبه ابن حزم في كل تشهد، فإن لم يأت به بطلت صلاته.


الصفحة التالية
Icon