فانتظمت الآيتان المطالب الأربعة أحسن انتظام، مرتبة أحسن ترتيب قُدم فيها النوعان اللذان في الدنيا، وهما المغفرة ودوام الإسلام إلى الموت، ثم أتبعا بالنوعين اللذين في الآخرة، وهما أن يعطوا ما وعدوه على ألسنة رسله، وأن لا يخزيهم يوم القيامة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) سورة آل عمران آية [١٩٣].
٢) سورة آل عمران آية [١٩٣].
٣) سورة آل عمران آية [١٩٤].
٤) سورة آل عمران آية [١٩٤].
فإذا عُرِفَ هذا. فقوله - ﷺ - في تشهد الخطبة ( ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ) (١) يتناول الاستعاذة من شر النفس، الذي هو معدوم لكنه فيها بالقوة، فيسأل دفعه وأن لا يوجد.
ولما كان الشر له سبب : هو مصدره، وله مورد ومنتهى، وكان السبب :
١) إما من ذات العبد.
٢) وإما من خارج.
ومورده ومنتهاه :
١) إما من نفسه.
٢) وإما من غيره.
كان هناك أربعة أمور :
١) شر مصدره من نفسه :
؟ ويعود على نفسه تارة.
؟ وعلى غيره أخرى.
٢) وشر مصدره من غيره وهو السبب فيه :
؟ ويعود على نفسه تارة.
؟ وعلى غيره أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١) حديث صحيح.
أخرجه أبو داود في سننه [ج٦ص١٥٣] والترمذي في سننه [ج٣ص٤١١] والنسائي في سننه [ ج١ص٢٩] وأحمد في المسند [ ٣٧٢٠ ] وابن ماجه في سننه [ ج١ص٥٨٤] من حديث ابن مسعود رضي الله عنه بإسناد صحيح.
جمع النبي - ﷺ - هذه المقامات الأربعة في الدعاء الذي علمه الصديق رضي الله عنه : أن يقوله إذا أصبح وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعه :( اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة، ربَّ كل شئٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم)(١).
فذكر مصدري الشر، وهما :
النفس والشيطان.