المرتبة الخامسة : وهي اشتغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب...
فإن أعجزه العبد من هذه المرتبة وكان حافظاً لوقته شحيحاً به نقله إلى :
المرتبة السادسة : وهي أن يشغله بالعمل المفضول عما هو أفضل منه ليزيح عنه الفضيلة ويفوته ثواب العمل الفاضل، فيأمره بفعل الخير المفضول ويحضه عليه، ويحسنه له إذا تضمن ترك ما هو أفضل وأعلى منه، وقَلَّ من ينتبه لهذا من الناس...
وهذا لا يتوصل إلى معرفته إلا بنور من الله يقذفه في قلب العبد، يكون سببه تجريد متابعة الرسول - ﷺ -، وشدة عنايته بمراتب الأعمال عند الله، وأحبها إليه، وأرضاها له، وأنفعها للعبد، وأعمها نصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولعباده المؤمنين خاصتهم وعامتهم، ولا يعرف هذا إلا من كان من ورثة الرسول - ﷺ - ونُوَّابَهُ في الأمة، وخلفائه في الأرض، وأكثر الخلق محجوبون عن ذلك، فلا يخطر ذلك بقلوبهم، والله يَمُنُّ على من يشاء من عباده.
فإن أعجزه العبد من هذه المراتب الست... سلط عليه حزبه من الإنس والجن بأنواع الأذى والتكفير والتضليل والتبديع، والتحذير منه، وقصد إخماله وإطفاءه ليشوش عليه قلبه، ويشغل بحربه فكره، وليمنع الناس من الانتفاع به، فيبقى سعيه في تسليط المبطلين من شياطين الإنس والجن عليه، لا يفتر ولا يَنِي، فحينئذ يلبس المؤمن لأمَةَ ـ يعني الدرع ـ الحرب، ولا يضعها عنه إلى الموت ومتى وضعها أُسِرَ أو أصيب، فلا يزال في جهاد حتى يلقى الله.


الصفحة التالية
Icon