- بعد الأدلة عن قولهم بل هي أدلة للجمهور لأن قوله تعالى (يخيل) يدل على قدرتهم في التأثير على بصر الناس بحيث يرون الحبال كالأفاعي وهذا أسلوب من أساليب السحر لا يعترفون به.
- ذكروا أنواع السحر عندهم وأنه لا يخرج عن التمويه والذي يسمى في عصرنا بـ (فن الخفة) وله كلياته ومعاهده المتخصصة ولا يعتمد ممارسه على أي نوع من أنواع الشعوذة وإنما يعتمد على تمرنه المستمر وحيله المعدة سلفا، وهذا لا يسمى سحرا، وبالإجماع لا يعد صاحبه كافرا كما سيأتي بيان هذه المسألة.
الحكم الثاني: تعلم السحر وتعليمه:
اختلف العلماء في جواز تعلم السحر وتعليمه على قولين:
القول الأول: يجوز تعلم السحر وإليه ذهب الفخر الرازي.
ودلل وعلل لقوله بما يلي:
١- وقوع التعليم من الملائكة مع عصمتهم.
٢- العلم بالسحر ليس بقبيح ولا محظور لأن العلم لذاته شريف لعموم قوله تعالى :(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون(.
٣- لو لم يعلم السحر لما أمكن الفرق بينه وبين المعجزة والتعليم المساق للذم هنا محمول على التعليم للإغواء والإضلال.
بل غالى الفخر الرازي وزعم وجوبه، وتابعه بعض المتأخرين فأوجبوا على المفتي تعلمه لكي يعرف حالات القتل بالسحر ونحوها.
القول الثاني: حرمة تعلمه وتعليمه بل قال أبو حنيفة ومالك وأحمد يكفر بذلك١٥.
واستدلوا بما يلي:
١- أن الله قد ذمه في القرآن وبين كفر متعلمه (نحن فتنة فلا تكفر).
٢- أن الرسول ؟ عده من الموبقات كما جاء عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: ( اجتنبوا السبع الموبقات ). قالوا يا رسول الله وما هن ؟ قال: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات١٦.
المناقشة والترجيح:
ما ذهب إليه الفخر الرازي ومن وافقه مناقش بما يلي:
١- أن تعليم الملائكة السحر للناس كان للابتلاء كما سبق.