٢- أن العلوم ليست كلها مشروعة إذ إنها تدور على الأحكام الخمسة فهناك العلوم الواجبة والمندوبة والمباحة والمكروهة والمحرمة، كما يعلم كل عاقل أن من العلوم ما هو نافع ومنها ما هو ضار، والمعيار في ذلك أي في تمييز النافع من الضار أو المشروع من غير المشروع أمران: الشرع، والضرر، فما أجازه الشرع فهو جائز وما منعه فهو ممنوع، وكذلك العلم الذي ثبت ضرره على الأفراد والجماعات والدول يقال بمنعه وما ثبت نفعه فهو مشروع، والسحر على كلا الضابطين ممنوع لأنه قد وصف بالكفر في القرآن، كما ثبت واقعيا ضرره على الأفراد والأسر، فهو علم -إذا صح إطلاق كلمة علم عليه- مذموم بلا شك ينفر منه كل عاقل يحترم ذاته فضلا عن مؤمن مسلم مأمور بالأخذ بالأسباب والاعتقاد السليم.
٣- أن السحر الذي فيه استخدام للجن أساسه تعظيم غير الله، وهذا لوحده كاف في تحريمه ولهذا نص كثير من أهل العلم على كفر الساحر.
٤- أما توقف الفرق بينه وبين المعجزة على العلم به ممنوع ألا ترى أن أكثر العلماء أو كلهم إلا النادر عرفوا الفرق بينهما ولم يعرفوا علم السحر وكفى فارقا بينهما ما تقدم ولو كان تعلمه واجبا لذلك لرأيت أعلم الناس به الصدر الأول مع أنهم لم ينقل عنهم شيء من ذلك أفتراهم أخلوا بهذا الواجب وأتى به هذا القائل أو أنه أخل به كما أخلوا ١٧.
٥- إفتاء المفتي بوجوب القود أو عدمه لا يستلزم معرفته علم السحر لأن صورة إفتائه على ما ذكره العلامة ابن حجر إن شهد عدلان عرفا السحر وتابا منه أنه يقتل غالبا قتل الساحر١٨.
٦- ثبت في السنة لعن الكاهن كما جعل السحر من الموبقات فكيف يكون بعد ذلك تعلمه واجبا!!!
وبهذا يتبين رجحان قول الجمهور وبعد قول المخالفين لهم.
النسخ
﴿مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾البقرة١٠٦
معنى الآ
النسخ في اللغة يأتي على معنيين: