المحرمات من النكاح بسبب الرضاع
(وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ(
بعد أن ذكر الله المحرمات بسبب النسب أعقبه بذكر المحرمات بسبب الرضاع، ولم يذكر في القرآن من المحرم بالرضاع إلا الأم والأخت، فالأم أصل والأخت فرع فنبه تعالى بذلك على جميع الأصول والفروع.
تعريف الرضاع:-
الرضاع لغة: مص الثدي ونقول الرضاع والرضاعة بفتح الراء وكسرها٣٣٢.
واصطلاحا: وصول لبن امرأة أو ما حصل منه الغذاء في جوف طفل في الحولين٣٣٣.
والرضاع ينشر الحرمة كما ينشره النسب كما نصت عليه الآية الكريمة إذ" سمى المرضعة أٌما للرضيع وبنتها أختا له فأعلمنا بذلك أن جهة الرضاعة كجهة النسب تأتي فيها الأنواع التي جاءت في النسب كلها"٣٣٤لكن هذا "فيما يتعلق بتحريم النكاح وتوابعه وانتشار الحرمة بين الرضيع وأولاد المرضعة وتنزيلهم منزلة الأقارب في جواز النظر والخلوة والمسافرة ولكن لا يترتب عليه باقي أحكام الأمومة من التوارث، ووجوب الإنفاق، والعتق بالملك والشهادة والعقل، وإسقاط القصاص"٣٣٥لأن النسب أقوى من الرضاع، فلا يقاس عليه في جميع أحكامه وإنما يشه به فيما نص عليه فيه ٣٣٦كما أن هناك صورا من الرضاع يحل النكاح فيها دون النسب.
بيان الأحكام:
الحكم الأول: رضاع الكبير :-
اختلف أهل العلم في رضاع الكبير هل يحرم أولا قولان:-
الأول: أن رضاع الكبير لايحرم وإلى هذا ذهب الجماهير من أهل العلم.
الثاني: أنه يحرم وذهب إلى هذا جماعة من الفقهاء وقد عزا ابن رشد الحفيد هذا المذهب إلى داود وأهل الظاهر
استدل أصحاب هذا القول بحديث سالم والذي رواه مسلم أن أم سلمة قالت لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : إنه يدخل علي الغلام الأيفع الذي ما أحب أن يدخل علي.
فقالت عائشة : أمالك في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة


الصفحة التالية
Icon