٥- هن ذوات الأزواج غير أن الذي حرم الله منهن في هذه الآية الزنا بهن وأباحهن بقوله:(إلا ما ملكت أيمانكم)أي بالنكاح أو بالملك، وهذا القول نقل عن مجاهد وأنه قال في قوله تعالى والمحصنات قال نهى عن الزنا أن تنكح المرأة زوجين٣٧٣.
٦- المقصود بالمحصنات هن العفائف وذوات الأزواج وحرام كل من الصنفين إلا بنكاح أو ملك يمين، وممن قال هذا ابن شهاب الزهري فقد سئل عن قوله تعالى:( والمحصنات... الآية) قال:"نرى أنه حرم في هذه الآية المحصنات من النساء ذوات الأزواج أن ينكحهن مع أزواجهن والممحصنات العفائف، ولا يحللن إلا بنكاح أو ملك يمين والإحصان إحصانان : إحصان تزويج وإحصان عفاف في الحرائر والمملوكات كل ذلك حرم الله إلا بنكاح أو ملك يمين"٣٧٤.
٧- قال آخرون : نزلت هذه الآية في نساء كن يهاجرن إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولهن أزواج قيتزوجن بعض المسلمين ثم يقدم أزواجهن مهاجرين فنهى المسلمون عن نكاحهن وممن نقل عنه هذا أبو سعيد الخدري، فقد نقل عنه قوله:"كان النساء يأتيننا ثم يهاجر أزواجهن فمنعناهن يعني بقوله:(والممحصنات...)٣٧٥، وهذا لا يتفق مع ما صح سابقا عنه من أن سببب نزول الآية سبايا أوطاس مع أنه من الممكن أن تكون نزلت الآية مرتين والله أعلم.
هذا وقد ذكر ابن عباس وجماعة أنه كان ملتبسا عليهم تأويل ذلك٣٧٦.
بعد سرد تلك الأقوال في تفسير (والمحصنات... الآية) لربما نتساءل عن سبب هذا الاختلاف والجواب أن السبب يرجع إلى أمرين : الأول لغوي والثاني الاستعمال القرآني وهو يرجع إلى الأول، لأن القرآن عربي.
أولا: السبب اللغوي:-
أن أصل الإحصان لغة المنع فيقال: حصن-بضم الصاد-المكان يحصن حصانة فهو حصين ومنه الحصن ويقال حصنت القرية إذا بنيت حولها وتحصن العدو وسمي الحصان حصانا لأنه يمنع صاحبه الهلاك.