نهى الله عز وجل في هذه الآية الأزواج عن البغي على زوجاتهم، قال تعالى :( فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً((النساء: من الآية٣٤).
وقد اختلف المفسرون في تفسير البغي على أقوال متقاربة هي :-
١. إذا أطاعت المرأة زوجها في جميع ما يريده منها مما أباحه الله له منها فلا سبيل له عليها بعد ذلك، وليس له ضربها ولا هجرانها(٤٥٨).
قال القرطبي :" أي لا تجنوا عليهن بقول أو فعل، وهذا نهى عن ظلمهن"(٤٥٩).
قال البيضاوي: "التوبيخ والإيذاء والمعنى فأزيلوا عنهن التعرض واجعلوا ما كان منهن كأن لم يكن فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له"(٤٦٠).
٢. لا تكلفوهن الحب لكم فإنه ليس إليهن(٤٦١)، قال سفيان :"إذا فعلت ذلك لا يكلفها أن تحبه لأن قلبها ليس في يديها"(٤٦٢).
٣. فلا تطلبوا طريقاً إلى أذاهن ومكروههن، ولا تلتمسوا سبيلاً إلى ما لا يحل لكم من أبدانهن وأموالهن بالعلل، وذلك أن يقول أحدكم لإحداهن-وهي له مطيعة-: إنك لست تحبيني، وأنت لي مبغضة؛ فيضربها على ذلك، أو يؤذيها فقال الله تعالى للرجال:(فإن أطعنكم( أي: على بغضهن لكم؛ فلا تجنوا عليهن ولا تكلفوهن محبتكم، فإن ذلك ليس بأيديهن، فتضربوهن أو تؤذوهن عليه(٤٦٣).
وختم سبحانه الآية بقوله:(إن الله كان علياً كبيرا( " تهديداً للرجال إذا بغوا على النساء بغير سبب، فإن الله العلي الكبير وليهن، وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن"(٤٦٤) وفيها "إشارة إلى الأزواج بخفض الجناح ولين الجانب"(٤٦٥).
وقيل المقصود منه حث الأزواج وبعثهم على قبول توبة النساء والمعنى أنه تعالى مع علوه وبريائه لا يؤاخذ العاصي إذا تاب بل يغفر له فإذا تابت المرأة عن نشوزها فأنتم أولى بأن تقبلوا توبتها وتركوا معاقبتها٤٦٦.
معالجة الشقاق بين الزوجين


الصفحة التالية
Icon