١- أن الله أوجب كون الصعيد طيبا والأرض الطيبة هي التي تنبت بدليل قوله تعالى: (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه( فوجب في التي لا تنبت ألا تكون طيبة.
٢- أن الآية -هنا- مطلقة ومقيدة في سورة المائدة بكلمة (منه( في قوله تعالى: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه( وكلمة منه تفيد التبعيض، وذلك يقتضي أن يصير على الوجه والأيدي شيء من الصعيد ولا يكون ذلك إلا في التراب٤٧٩ فوجب ألا يصح التيمم إلا بالتراب.
٣- روى حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أن النبي ( قال :"فضلنا على الناس بثلاث جعلت لنا الأرض مسجدا وجعل ترابها لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة"٤٨٠.
الترجيح:
القول الثاني هو الراجح لقوة أدلتهم خاصة حديث حذيفة.
الحكم الخامس: كيفية التيمم:
في قوله تعالى: (فامسحوا بوجوهكم وأيديكم( بيان لكيفية التيمم وقد اختلف فيها فقهاء الأمصار:
القول الأول: التيمم ضربتان ضربة للوجه يمسحه بها وضربة لليدين يمسحهما بها إلى المرفقين، وهذا مذهب الحنفية والشافعية.
وحجتهم ما يلي:
١. عن بن عمر عن النبي ﷺ : في التيمم ضربتين ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين٤٨١ولهم أحاديث أخر.
٢. وكون التيمم بدلا عن الوضوء فيأخذ البدل حكم المبدل.
٣. جاءت الآية في اليدين مطلقا بينما جاءت آية الوضوء مقيدة بالمرفقين فحمل المطلق على المقيد
القول الثاني: التيمم ضربتان ضربة للوجه وضربة لليدين إلى الكوعين ويندب إلى المرفق وبه قال المالكية.
القول الثالث: التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين وبه قال أحمد.
وحجته حديث عمار قال :"بعثني النبي ﷺ في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد كما تمرغ الدابة ثم أتيت النبي ﷺ فذكرت ذلك له فقال : إنما يكفيك أن تقول بيديك هكذا ثم ضرب بيديه الأرض ضربة واحدة ثم مسح الشمال على اليمين وظاهر كفيه ووجهه" متفق عليه.
الترجيح:
القول الثالث هو الراجح لما يلي: