استدل بالآية من أنكر القياس وذلك لأن الله تعالى أوجب الرد إلى الكتاب والسنة دون القياس والحق أن الآية دليل على إثبات القياس بل هي متضمنة لجميع الأدلة الشرعية فإن المراد بإطاعة الله العمل بالكتاب وبإطاعة الرسول العمل بالسنة وبالرد إليهما القياس أن رد المختلف فيه الغير المعلوم من النص إلى المنصوص عليه إنما يكون بالتمثيل والبناء عليه وليس القياس شيئا وراء ذلك وقد علم من قوله سبحانه : إن تنازعتم أنه عند عدم النزاع يعمل بما اتفق عليه وهو الإجماع٤٨٥.
وجوب تحرير الأسرى
( وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً( النساء٧٥
أوجب الله سبحانه في هذه الآية القتال لاستنقاذ الأسرى من يد العدو مع ما في القتال من تلف النفس فكان بذل المال في فدائهم أوجب لكونه دون النفس وأهو منها، وقد قال مالك: على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم ولذلك قالوا: عليهم أن يواسوهم فإن المواساة دون المفاداة٤٨٦.
رد التحية
(وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً( النساء٨٦
أمر الله في هذه الآية برد التحية، ولكنهم اختلفوا في معناها على أقوال:
١- تشميت العاطس والرد على المشمت، وهو محكي عن مالك.
٢- الهدية، وهو محكي عن الحنفية، لقوله تعالى: (أو ردوها( استدلالا بأن السلام لا يمكن رده بخلاف الهدية.
٣- السلام وبه قال الجمهور، وهو الراجح.
بيان الأحكام:
الحكم الأول: حكم رد السلام:
نقل القرطبي وغيره الإجماع على وجوب رد السلام للآية، ولما ثبت في السنة من كونه حقا من حقوق المسلم.


الصفحة التالية
Icon