في هذه الآية دليل على وجوب الإنفاق وجوبا كفائيا على كل مناحي الخير والمنفعة، ويدخل فيها الجهاد دخولا أوليا لأن الإنفاق هنا وارد فيه.
وفي المراد بقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أقوال:
١- المعنى لا تلقوا بأيديكم بأن تتركوا النفقة في سبيل الله وتخافوا العيلة فيقول الرجل : ليس عندي ما أنفقه قاله جمهور المفسرين.
٢- لا تمسكوا أموالكم فيرثها منكم غيركم فتهلكوا بحرمان منفعة أموالكم.
٣- ولا تمسكوا فيذهب عنكم الخلف في الدنيا والثواب في الآخرة.
٤- لا تنفقوا من حرام فيرد عليكم فتهلكوا
قال الطبري : قوله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة عام في جميع ما ذكر لدخوله فيه إذ اللفظ يحتمله ٧٠.
الإحصار
(وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (البقرة١٩٦
اختلف السلف في تأويل هذه الآية :
١- روي عن علي وعمر أنهم قالوا إتمامهما أن تحرم بهما من دويرة أهلك.
٢- وقال مجاهد إتمامهما بلوغ آخرهما بعد الدخول فيهما.
٣- وقال سعيد بن جبير وعطاء هو إقامتهما إلى آخر ما فيهما لله تعالى لأنهما واجبان كأنهما تأولا ذلك على الأمر بفعلهما.
بيان الأحكام:
اشتملت الآية على جملة أحكام هي:
الحكم الأول: حكم العمرة:


الصفحة التالية
Icon