٢- أما القياس على العمرة فلا يخفى أنه قياس مصادم للنص القرآني فهو باطل٨٠.
الحكم الثالث: حرمة الرفث في الحج
حرم الله سبحانه الرفث في الحج وهو الجماع كما فسره الجمهور، وأجمع العلماء على أن الجماع قبل الوقوف بعرفة مفسد للحج وعليه المضي فيه لقوله تعالى: (وأتموا الحج والعمرة لله( والحج من قابل والهدي، وإنما اختلفوا في الوقت الذي يفسده فقال قوم يفسد الحج مطلقا، وقال آخرون لا يفسده إلا إذا وقع فبل التحلل الأصغر.
الحكم الرابع: ولا فسوق:
قوله تعالى :﴿ ولا فسوق ﴾ يعني جميع المعاصي كلها قاله ابن عباس و عطاء و الحسن وكذلك قال ابن عمر وجماعة : الفسوق إتيان معاصي الله عز وجل في حال إحرامه بالحج كقتل الصيد وقص الظفر وأخذ الشعر وشبه ذلك.
الحكم الخامس: ولا جدال:
نصت هذه الآية على حرمة الجدال، وفي المراد منه خلاف بين المفسرين الصحيح منه أن المعنى لا يمارين أحد أحدا فيخرجه المراء إلى الغضب وفعل مالا يليق بالحج، و إلى هذا المعنى ذهب ابن عمر و ابن عباس.
والنهي عن الفسوق والجدال لا يختص بحال وإنما خصه الله سبحانه بمن فرض الحج تعظيما وتفخيما لشأن الحج٨١.
الحكم السادس: التزود للحج:
ينبغي للحاج أن يتزود لأمر الله سبحانه بذلك فإن ترك الزاد واعتمد على المسألة فإن كان غنيا حرم عليه وإن كان فقيرا ولا كسب له كره ولم يحرم عليه فعله٨٢، قال ابن عباس: كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون نحن المتوكلون فيسألون الناس، فأنزل الله تعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى.
سبل الإنفاق
(يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ( البقرة٢١٥
أكثر علماء التفسير على أن هذه الآية منسوخة قال ابن مسعود نسختها آية الزكاة، وإليه ذهب كثير من أهل العلم.


الصفحة التالية
Icon