وقال بعضهم المراد ما يتقرب به الإنسان إلى الله تعالى وهي النوافل فأخبر سبحانه أن من قصد ذلك ينبغي أن يبر بذلك المذكورين وعليه فلا نسخ في الآية قال ابن الجوزي: "وهذا الظاهر من الآية لأن ظاهرها يقتضي الندب"٨٣.
القتال في الأشهر الحرم
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴿٢١٦﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴿٢١٧﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴿٢١٨﴾(
بيان الأحكام:
الحكم الأول: هل يباح القتال في الأشهر الحرم؟
اختلف العلماء في حرمة القتال في الأشهر الحرم على قولين:
القول الأول: الحرمة وبه قال عطاء، مستدلا بهذه الآية.
القول الثاني: الجواز، وأن هذه الآية منسوخة وهو قول الجمهور.
واستدلوا بما يلي:
١- قوله تعالى: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) وأن هذه الآية نسخت آية يسألونك.
٢- قوله تعالى: (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)
٣- أن النبي( غزا هوازن بحنين، وثقيفا بالطائف وكان ذلك في بعض الأشهر الحرم.
الترجيح:


الصفحة التالية
Icon