ذكر الله الميسر مع الخمر هنا كما ذكره معها في آية المائدة في قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(المائدة٩٠ فما قلناه في دلالة الآية على تحريم الخمر يقال أيضا في الميسر. ٨٧
هذا وقد اتفق الفقهاء على تحريم ضروب القمار وأنها من الميسر الحرام، لما فيها من أكل أموال الناس بالباطل ومن جلب العداوة والبغضاء ومن تعويد المقامرين على الكسل وانتظار الربح على القمار دون كد وعمل.
وفي حكم الميسر جميع أنواع القمار من النرد والشطرنج وغيرهما حتى أدخلوا فيه لعب الصبيان بالجوز والكعاب والقرعة في غير القسمة وجميع أنواع المخاطرة والرهان٨٨.
وأما السبق في الخيل والدواب والرمي بالنصال والسهام فقد رخص فيه بشروط تعرف من كتب الفقه.
الحكم الرابع: إنفاق العفو:
ذهب بعض المفسرين إلى أن آية (يسألونك ماذا ينفقون قل العفو) منسوخة بالزكاة وكأنهم ظنوا أن الآية تدل على وجوب إنفاق ما فضل عن الأهل، والصحيح أنه ليس فيها ما يدل على ذلك بل الآية نزلت جوابا لمن سألوا ماذا ينفقون فبين لهم أنه لا يلزمهم أن ينفقوا الجهد من الصدقة٨٩، فالمعنى انفقوا ندبا ما فضل عن حوائجكم ولم تؤذوا فيه أنفسكم فتكونوا عالة.
التصرف في مال اليتيم
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴿٢٢٠﴾(


الصفحة التالية
Icon