ولكل مؤلف طابعه ومنهجه، بيد أن من أهم ما يؤخذ عليها أنها في مجملها صدى لكتب الأقدمين لا تكاد تجد فيها إضافة وكأن الزمن قد توقف عن الحركة، وكأن المستجدات المنتشرة والمتزايدة يوما بعد يوم لتدخل في النص القرآني من قريب أو بعيد، وكان القرآن قد توقف عن احتواء الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، فبالرغم من كثرة ما يمكن أن يبحث ويدرس مما له صلة بالمستجدات في كافة المجالات ومعالجتها قرآنيا وتطبيق النصوص عليها إلا أننا لا نلمس ذلك بتاتا، بل نجد المسائل هي المسائل مع تغير في الترتيب والتطويل والاختصار، ولست هنا أقلل من جهد أحد -معاذ الله- فما نحن إلا تلاميذ لهم وكتبهم، وقد أدوا ما قدروا عليه أو أرادوه، بيد أني أنبه إلى مسألة ضرورية في هذا العلم، وهي تجديد المحتوى بما يتوافق مع جدة العصر وتطوره، والنظر إلى هذه التطورات والمتغيرات من خلال النص القرآني، وهذا ما مضى عليه السلف ومن بعدهم، وهذه الطريقة بلا شك ÷ي التي نريدها اليوم وبقوة، خاصة مع البعد الكبير الذي نلحظه بين بعض أهل العلم وثقافة عصره، بحيث يشعر البعض منهم بالغربة الزمانية والمكانية، هذا الاغتراب الذي أضر بالدين أولا وبالمشروع الإسلامي ثانيا وبعقلية وفهم واستنباط الفقيه ثالثا.
كما أن من الواجب علينا تجاه الدين عامة والقرآن خاصة هو تنزيله على الوقائع المستجدة والعودة إليه في كل حادث طارئ وتفعيله واقعيا.
كما ينبغي اقتناص المفاهيم القرآنية العامة والقواعد الكلية والعلل التي ينص عليها القرآن وبيانها كي تشكل الذهنية القرآنية عند الطالب وتعطيه معرفة بمنطلقات وتعليلات القرآن التي يمكن أن ينزل عليها الكثير من الوقائع وكيف يعالج المستجدات من خلال النظرة القرآنية.
وأخيرا لا أدعي أن ما أقدمه في هذا الكتيب قد حقق المنشود وغطى قصورا واضحه نعانيه في هذا لخصوص، بل هو جهد المقل، والله المستعان.
البسملة