وَحَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: «لَيْسَ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ سَمِعَهُ الْمُنَافِقُ، إِلَّا ظَنَّ أَنَّهُ يُرَادُ بِهِ وَأَنَّهُ الْمَوْتُ كَرَاهِيَةً لَهُ، وَالْمُنَافِقُ أَكْرَهُ خَلْقِ اللَّهِ لِلْمَوْتِ، كَمَا إِذَا كَانُوا بِالْبَرَازِ فِي الْمَطَرِ فَرُّوا مِنَ الصَّوَاعِقِ»
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ [البقرة: ١٩] قَالَ: مَثَلٌ ضُرِبَ لِلْكُفَّارِ " وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ الَّتِي ذَكَرْنَا عَمَّنْ رُوِّينَاهَا عَنْهُ، فَإِنَّهَا وَإِنِ اخْتَلَفَتْ فِيهَا أَلْفَاظُ قَائِلِيهَا مُتَقَارِبَاتُ الْمَعَانِي لِأَنَّهَا جَمِيعًا تُنْبِئُ عَنْ أَنَّ اللَّهَ ضَرَبَ الصَّيِّبَ لِظَاهِرِ إِيمَانِ الْمُنَافِقِ مَثَلًا وَمَثَّلَ مَا فِيهِ مِنْ ظُلُمَاتٍ بِضَلَالَتِهِ، وَمَا فِيهِ مِنْ ضِيَاءِ بَرْقٍ بِنُورِ إِيمَانِهِ، وَاتِّقَاءَهُ مِنَ الصَّوَاعِقِ بِتَصْيِيرِ أَصَابِعِهِ فِي أُذُنَيْهِ بِضَعْفِ جِنَانِهِ وَنَخْبِ فُؤَادِهِ مِنْ حُلُولِ عُقُوبَةِ اللَّهِ بِسَاحَتِهِ، وَمَشْيَهُ فِي ضَوْءِ الْبَرْقِ بِاسْتِقَامَتِهِ عَلَى نُورِ إِيمَانِهِ، وَقِيَامِهِ فِي الظَّلَامِ بِحِيرَتِهِ فِي ضَلَالَتِهِ وَارْتِكَاسِهِ فِي عَمَهِهِ. فَتَأْوِيلُ الْآيَةِ إِذًا إِذَا كَانَ الْأَمْرُ عَلَى مَا وَصَفْنَا: أَوْ مِثْلُ مَا اسْتَضَاءَ بِهِ الْمُنَافِقُونَ مِنْ قِيلِهِمْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِأَلْسِنَتِهِمْ: آمَنَّا بِاللَّهِ


الصفحة التالية
Icon