وَقَالَ بَعْضُهُمْ: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ [البقرة: ٢٩] عَمَدَ إِلَيْهَا. وَقَالَ: بَلْ كُلُّ تَارِكٍ عَمَلًا كَانَ فِيهِ إِلَى آخِرِهِ فَهُوَ مُسْتَوٍ لِمَا عَمَدَ وَمُسْتَوٍ إِلَيْهِ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: الِاسْتِوَاءُ: هُوَ الْعُلُوُّ، وَالْعُلُوُّ: هُوَ الِارْتِفَاعُ. وَمِمَّنْ قَالَ ذَلِكَ الرَّبِيعُ بْنُ أَنَسٍ
حُدِّثْتُ بِذَلِكَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ الْحَسَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: " ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ﴾ [البقرة: ٢٩] يَقُولُ: ارْتَفَعَ إِلَى السَّمَاءِ " ثُمَّ اخْتَلَفَ مُتَأَوِّلُو الِاسْتِوَاءِ بِمَعْنَى الْعُلُوِّ وَالِارْتِفَاعِ فِي الَّذِي اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الَّذِي اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَعَلَا عَلَيْهَا: هُوَ خَالِقُهَا وَمُنْشِؤُهَا. وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلِ الْعَالِي إِلَيْهَا الدُّخَانُ الَّذِي جَعَلَهُ اللَّهُ لِلْأَرْضِ سَمَاءً. قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: الِاسْتِوَاءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ مُنْصَرِفٌ عَلَى وُجُوهٍ: مِنْهَا انْتِهَاءُ شَبَابِ الرَّجُلِ وَقُوَّتِهِ، فَيُقَالُ إِذَا صَارَ كَذَلِكَ: قَدِ اسْتَوَى الرَّجُلُ، وَمِنْهَا اسْتِقَامَةُ مَا كَانَ فِيهِ أَوَدٌ مِنَ الْأُمُورِ وَالْأَسْبَابِ، يُقَالُ مِنْهُ: اسْتَوَى لِفُلَانٍ أَمْرُهُ: إِذَا اسْتَقَامَ لَهُ بَعْدَ أَوَدٍ. وَمِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمَّاحِ بْنِ حَكِيمٍ:
[البحر المنسرح]



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
طَالَ عَلَى رَسْمٍ مَهْدَدٍ أَبَدُهُ وَعَفَا وَاسْتَوَى بِهِ بَلَدُهْ