قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَحَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَسَهْلُ بْنُ مُوسَى الرَّازِيُّ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَسْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ: " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَهُ، أَوْ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ عَادَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ، أَيُّ الْكَلَامِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ فَقَالَ: " مَا اصْطَفَى اللَّهُ لِمَلَائِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ " فِي أَشْكَالٍ لِمَا ذَكَرْنَا مِنَ الْأَخْبَارِ كَرِهْنَا إِطَالَةَ الْكِتَابِ بِاسْتِقْصَائِهَا. -[٥٠٤]- وَأَصْلُ التَّسْبِيحِ لِلَّهِ عِنْدَ الْعَرَبِ التَّنْزِيهُ لَهُ مِنْ إِضَافَةِ مَا لَيْسَ مِنْ صِفَاتِهِ إِلَيْهِ وَالتَّبْرِئَةِ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، كَمَا قَالَ أَعْشَى بَنِي ثَعْلَبَةَ:
[البحر السريع]

أَقُولُ لَمَّا جَاءَنِي فَخْرُهُ سُبْحَانَ مِنْ عَلْقَمَةَ الْفَاخِرِ
يُرِيدُ: سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ فَخْرِ عَلْقَمَةَ. أَيْ تَنْزِيهًا لِلَّهِ مِمَّا أَتَى عَلْقَمَةُ مِنَ الِافْتِخَارِ عَلَى وَجْهِ النَّكِيرِ مِنْهُ لِذَلِكَ. وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى التَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَوْلُهُمْ: نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ: نُصَلِّي لَكَ


الصفحة التالية
Icon