ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ: " فِي قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة: ٣١] قَالَ: أَسْمَاءَ ذُرِّيَّتِهِ أَجْمَعِينَ " وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ وَأَشْبَهُهَا بِمَا دَلَّ عَلَى صِحَّتِهِ ظَاهِرُ التِّلَاوَةِ قَوْلُ مَنْ قَالَ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾ [البقرة: ٣١] إِنَّهَا أَسْمَاءُ ذُرِّيَّتِهِ وَأَسْمَاءُ الْمَلَائِكَةِ، دُونَ أَسْمَاءِ سَائِرِ أَجْنَاسِ الْخَلْقِ. وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَالَ: ﴿ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ﴾ [البقرة: ٣١] يَعْنِي بِذَلِكَ أَعْيَانَ الْمُسَمَّيْنَ بِالْأَسْمَاءِ الَّتِي عَلَّمَهَا آدَمَ، وَلَا تَكَادُ الْعَرَبُ تُكَنِّي بِالْهَاءِ وَالْمِيمِ إِلَّا عَنْ أَسْمَاءِ بَنِي آدَمَ وَالْمَلَائِكَةِ؛ وَأَمَّا إِذَا كَانَتْ عَنْ أَسْمَاءِ الْبَهَائِمِ وَسَائِرِ الْخَلْقِ، سِوَى مَنْ وَصَفْنَا، فَإِنَّهَا تُكَنِّي عَنْهَا بِالْهَاءِ وَالْأَلِفِ، أَوْ بِالْهَاءِ وَالنُّونِ، فَقَالَتْ: عَرَضَهُنَّ، أَوْ عَرَضَهَا. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ إِذَا كَنَّتْ عَنْ أَصْنَافٍ مِنَ الْخَلْقِ، كَالْبَهَائِمِ وَالطَّيْرِ وَسَائِرِ أَصْنَافِ الْأُمَمِ، وَفِيهَا أَسْمَاءُ بَنِي آدَمَ وَالْمَلَائِكَةِ، فَإِنَّهَا تُكَنِّي عَنْهَا بِمَا وَصَفْنَا مِنَ الْهَاءِ وَالنُّونِ، أَوِ الْهَاءِ وَالْأَلِفِ. وَرُبَّمَا كَنَّتْ عَنْهَا إِذْ كَانَ كَذَلِكَ بِالْهَاءِ وَالْمِيمِ، كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: ﴿وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ﴾ [النور: ٤٥]


الصفحة التالية
Icon