الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَرِيشًا﴾ [الأعراف: ٢٦] اخْتَلَفَ الْقُرَّاءُ فِي قِرَاءَةِ ذَلِكَ، فَقَرَأَتْهُ عَامَّةُ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ: ﴿وَرِيشًا﴾ [الأعراف: ٢٦] بِغَيْرِ أَلِفٍ. وَذُكِرَ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ وَالْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِهِ: (وَرِيَاشًا)
حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ، عَنْ أَبَانَ الْعَطَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، أَنَّ زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ، قَرَأَهَا: (وَرِيَاشًا) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ قِرَاءَةُ مَنْ قَرَأَ: ﴿وَرِيشًا﴾ [الأعراف: ٢٦] بِغَيْرِ أَلِفٍ لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهَا. وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرٌ فِي إِسْنَادِهِ نَظَرٌ، أَنَّهُ قَرَأَهُ: (وَرِيَاشًا)، فَمَنْ قَرَأَ ذَلِكَ: (وَرِيَاشًا) فَإِنَّهُ مُحْتَمَلٌ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ جَمْعَ الرِّيشِ، كَمَا تُجْمَعُ الذِّئْبُ ذِئَابًا وَالْبِئْرُ بِئَارًا، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِهِ مَصْدَرًا مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: رَاشَهُ اللَّهُ يَرِيشُهُ رِيَاشًا وَرِيشًا، كَمَا يُقَالُ: لَبِسَهُ يَلْبَسْهُ لِبَاسًا وَلِبْسًا، وَقَدْ أَنْشَدَ بَعْضُهُمْ:
[البحر الطويل]
فَلَمَّا كَشَفْنَ اللِّبْسَ عَنْهُ مَسَحْنَهُ | بِأَطْرَافِ طِفْلٍ زَانَ غَيْلًا مُوَشَّمَا |