حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْمَنَ، فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلْجَنَّةِ بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْجَنَّةِ. ثُمَّ ضَرَبَ مَنْكِبَهُ الْأَيْسَرَ، فَخَرَجَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَخْلُوقَةٍ لِلنَّارِ سَوْدَاءَ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ أَهْلُ النَّارِ. ثُمَّ أَخَذَ عُهُودَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْمَعْرِفَةِ لَهُ وَلِأَمْرِهِ، وَالتَّصْدِيقِ بِهِ وَبِأَمْرِهِ بَنِي آدَمَ كُلَّهُمْ، فَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، فَآمَنُوا وَصَدَّقُوا وَعَرَفُوا وَأَقَرُّوا. وَبَلَغَنِي أَنَّهُ أَخْرَجَهُمْ عَلَى كَفِّهِ أَمْثَالَ الْخَرْدَلِ. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخْرَجَهُمْ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ أَجِيبُوا اللَّهَ وَالْإِجَابَةُ: الطَّاعَةُ فَقَالُوا: أَطَعْنَا، اللَّهُمَّ أَطَعْنَا، اللَّهُمَّ أَطَعْنَا، اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، قَالَ: فَأُعْطَاهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْمَنَاسِكَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ. قَالَ: ضَرَبَ مَتْنَ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ. قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: خَلَقَ آدَمَ، ثُمَّ أَخْرَجَ ذُرِّيَّتَهُ مِنْ ظَهْرِهِ مِثْلَ الذَّرِّ، فَكَلَّمَهُمْ، ثُمَّ أَعَادَهُمْ فِي صُلْبِهِ، فَلَيْسَ أَحَدٌ إِلَّا وَقَدْ تَكَلَّمَ فَقَالَ: رَبِّيَ اللَّهُ. فَقَالَ: وَكُلُّ خَلْقٍ خُلِقَ فَهُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهِيَ الْفِطْرَةُ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ حُبَيْرٍ: أُخِذَ الْمِيثَاقُ عَلَيْهِمْ بِنَعْمَانَ وَنَعْمَانُ مِنْ وَرَاءِ عَرَفَةَ أَنْ يَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴿إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٧٢] عَنِ الْمِيثَاقِ الَّذِي أُخِذَ عَلَيْهِمْ "


الصفحة التالية