وَقَرَأَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ: (مَعَائِشَ) بِالْهَمْزِ. وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا: ﴿مَعَايشَ﴾ [الأعراف: ١٠] بِغَيْرِ هَمْزٍ، لِأَنَّهَا مَفَاعِلُ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: عِشْتَ تَعِيشُ، فَالْمِيمُ فِيهَا زَائِدَةٌ وَالْيَاءُ فِي الْحُكْمِ مُتَحَرِّكَةٌ، لِأَنَّ وَاحِدَهَا مَفْعَلَةٌ مَعِيشَةٌ مُتَحَرِّكَةُ الْيَاءِ، نُقِلَتْ حَرَكَةُ الْيَاءِ مِنْهَا إِلَى الْعَيْنِ فِي وَاحِدِهَا، فَلَمَّا جُمِعَتْ رُدَّتْ حَرَكَتُهَا إِلَيْهَا لِسُكُونِ مَا قَبْلَهَا وَتَحَرُّكِهَا. وَكَذَلِكَ تَفْعَلُ الْعَرَبُ بِالْيَاءِ وَالْوَاوِ إِذَا سُكِّنَ مَا قَبْلَهُمَا وَتَحَرَّكَتَا فِي نَظَائِرِ مَا وَصَفْنَا مِنَ الْجَمْعِ الَّذِي يَأْتِي عَلَى مِثَالِ مَفَاعِلَ، وَذَلِكَ مُخَالِفٌ لِمَا جَاءَ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى مِثَالِ فَعَائِلَ الَّتِي تَكُونُ الْيَاءُ فِيهَا زَائِدَةً لَيْسَتْ بِأَصْلٍ، فَإِنَّ مَا جَاءَ مِنَ الْجَمْعِ عَلَى هَذَا الْمِثَالِ فَالْعَرَبُ تَهْمِزُهُ كَقَوْلِهِمْ: هَذِهِ مَدَائِنُ وَصَحَائِفُ وَنَظَائِرُ، لِأَنَّ مَدَائِنَ جَمْعُ مَدِينَةٍ، وَالْمَدِينَةُ: فَعِيلَةٌ مِنْ قَوْلِهِمْ: مَدَنْتُ الْمَدِينَةَ، وَكَذَلِكَ صَحَائِفُ جَمْعُ صَحِيفَةٍ، وَالصَّحِيفَةُ فَعِيلَةٌ مِنْ قَوْلِكَ: صَحَفْتُ الصَّحِيفَةَ، فَالْيَاءُ فِي وَاحِدِهَا زَائِدَةٌ سَاكِنَةٌ، فَإِذَا جُمِعَتْ هُمِزَتْ لِخِلَافِهَا فِي الْجَمْعِ الْيَاءَ الَّتِي كَانَتْ فِي وَاحِدِهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ فِي وَاحِدِهَا سَاكِنَةً، وَهِيَ فِي الْجَمْعِ مُتَحَرِّكَةٌ، وَلَوْ جُعِلَتْ مَدِينَةٌ مَفْعَلَةً مِنْ دَانَ يَدِينُ، وَجُمِعَتْ عَلَى مَفَاعِلَ، كَانَ الْفَصِيحُ تَرْكَ الْهَمْزِ فِيهَا وَتَحْرِيكَ الْيَاءِ. وَرُبَّمَا هَمَزَتِ الْعَرَبُ جَمْعَ مَفْعَلَةٍ فِي ذَوَاتِ