حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ، قَالَ: ثَنَا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " ﴿وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ [الزمر: ٤٨] قَالَ: مَا جَاءَتْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ مِنَ الْحَقِّ "
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾ [هود: ٩] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَخَاءً وَسَعَةً فِي الرِّزْقِ وَالْعَيْشِ، فَبَسَطْنَا عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا، وَهِيَ الرَّحْمَةُ الَّتِي ذَكَرَهَا تَعَالَى ذِكْرُهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ، ﴿ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ﴾ [هود: ٩] يَقُولُ: ثُمَّ سَلَبْنَاهُ ذَلِكَ، فَأَصَابَتْهُ مَصَائِبٌ أَجَاحَتْهُ فَذَهَبَتْ بِهِ؛ ﴿إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ﴾ [هود: ٩] يَقُولُ: يَظَلُّ قَنِطًا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ آيِسًا مِنَ الْخَيْرِ. وَقَوْلُهُ: «يَئُوسٌ» : فَعُولٌ، مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: يَئِسَ فُلَانٌ مِنْ كَذَا فَهُوَ -[٣٤٠]- يَئُوسٌ، إِذَا كَانَ ذَلِكَ صِفَةً لَهُ. وَقَوْلُهُ: «كَفُورٌ»، يَقُولُ: هُوَ كَفُورٌ لِمَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ، قَلِيلُ الشُّكْرِ لِرَبِّهِ الْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ بِمَا كَانَ وَهَبَ لَهُ مِنْ نِعْمَتِهِ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:


الصفحة التالية
Icon