حَدَّثَنَا ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَّةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ قَرَأَ: ﴿ «عَمِلَ غَيْرَ صَالِحٍ» ﴾ [هود: ٤٦] وَوَجَّهُوا تَأْوِيلَ ذَلِكَ إِلَى مَا
حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ وَكِيعٍ، قَالَ: ثَنَا غُنْدَرٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " ﴿إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ﴾ [هود: ٤٦] قَالَ: كَانَ مُخَالِفًا فِي النِّيَّةِ وَالْعَمَلِ «وَلَا نَعْلَمُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ قَرَأَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ قُرَّاءِ الْأَمْصَارِ إِلَّا بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ. وَاعْتَلَّ فِي ذَلِكَ بِخَبَرٍ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ ذَلِكَ كَذَلِكَ غَيْرِ صَحِيحِ السَّنَدِ، وَذَلِكَ حَدِيثٌ رُوِيَ عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ فَمَرَّةً يَقُولُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، وَمَرَّةً يَقُولُ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ، وَلَا نَعْلَمُ لِبِنْتِ يَزِيدَ، وَلَا نَعْلَمُ لِشَهْرٍ سَمَاعًا يَصِحُّ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -[٤٣٦]- وَالصَّوَابُ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا مَا عَلَيْهِ قُرَّاءُ الْأَمْصَارِ، وَذَلِكَ رَفْعُ» عَمَلٌ «بِالتَّنْوِينِ، وَرَفْعُ» غَيْرُ "، يَعْنِي: إِنَّ سُؤَالَكَ إِيَّايَ مَا تَسْأَلْنِيهِ فِي ابْنِكَ الْمُخَالِفِ دِينَكَ الْمَوَالِي أَهْلَ الشِّرْكِ بِي مِنَ النَّجَاةِ مِنَ الْهَلَاكِ، وَقَدْ مَضَتْ إِجَابَتِي إِيَّاكَ فِي دُعَائِكَ: ﴿لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦] مَا قَدْ مَضَى مِنْ غَيْرِ اسْتِثَنَاءِ أَحَدٍ مِنْهُمْ؛ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ لِأَنَّهُ مَسْأَلَةٌ مِنْكَ إِلَيَّ أَنْ لَا أَفْعَلَ مَا قَدْ تَقَدَّمَ مِنِّي الْقَوْلُ بِأَنِّي أَفْعَلُهُ فِي إِجَابَتِي مَسْأَلَتَكَ إِيَّايَ فِعْلَهُ، فَذَلِكَ هُوَ الْعَمَلُ غَيْرُ الصَّالِحِ وَقَوْلُهُ: ﴿فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [هود: ٤٦] نَهْي مِنَ اللَّهِ تَعَالَى ذِكْرُهُ نَبِيَّهُ نُوحًا أَنْ يَسْأَلَهُ عَنْ أَسْبَابِ أَفْعَالِهِ الَّتِي قَدْ طَوَى عِلْمَهَا عَنْهُ، وَعَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْبَشَرِ. يَقُولُ لَهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنِّي يَا نُوحُ قَدْ أَخْبَرْتُكَ عَنْ سُؤَالِكَ سَبَبَ إِهْلَاكِي ابْنَكَ الَّذِي أَهْلَكْتُهُ، فَلَا تَسْأَلْنِ بَعْدَهَا عَمَّا قَدْ طَوَيْتُ عِلْمَهُ عَنْكَ مِنْ أَسْبَابِ أَفْعَالِي، وَلَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ فِي مَسْأَلَتِكَ إِيَّايَ عَنْ ذَلِكَ وَكَانَ ابْنُ زَيْدٍ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: ﴿إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ﴾ [هود: ٤٦]