فَأَضْحَكَتِ الضِّبَاعَ سُيُوفُ سَعْدٍ بِقَتْلَى مَا دُفِنَّ وَلَا وُدِينَا
وَقَالَ: يُرِيدُ الْحَيْضَ. قَالَ: وَبَلْحَرِثِ بْنِ كَعْبٍ يَقُولُونَ: ضَحِكَتِ النَّخْلَةُ: إِذَا أَخْرَجَتِ الطَّلْعَ أَوْ الْبُسْرَ. وَقَالُوا: الضَّحْكَ: الطَّلْعَ. قَالَ: وَسَمِعْنَا مَنْ يَحْكِي: أَضْحَكْتُ حَوْضًا: أَيْ مَلَأْتُهُ حَتَّى فَاضَ. قَالَ: وَكَأَنَّ الْمَعْنَى قَرِيبٌ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ كُلَّهُ، لِأَنَّهُ كَأَنَّهُ شَيْءٌ يَمْتَلِئُ فَيَفِيضُ. وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: مَعْنَى قَوْلِهِ: «فَضَحِكَتْ» : فَعَجِبَتْ مِنْ غَفْلَةِ قَوْمِ لُوطٍ عَمَّا قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ وَغَفْلَتِهِمْ عَنْهُ. وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا الْقَوْلَ أَوْلَى بِالصَّوَابِ لِأَنَّهُ ذُكِرَ عَقِيبُ قَوْلِهِمْ لِإِبْرَاهِيمَ: لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ. فَإِذْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَكَانَ لَا وَجْهَ لِلْضَحِكِ، وَالتَّعَجُّبِ مِنْ قَوْلِهِمْ لِإِبْرَاهِيمَ: لَا تَخَفْ، كَانَ الضَّحِكُ وَالتَّعَجُّبِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَمْرِ قَوْمِ لُوطٍ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَبَشَّرْنَا سَارَةَ امْرَأَةَ إِبْرَاهِيمَ ثَوَابًا مِنَّا لَهَا عَلَى نَكِيرِهَا وَعَجَبِهَا مِنْ فِعْلِ قَوْمِ لُوطٍ بِإِسْحَاقَ وَلَدًا لَهَا. ﴿وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ﴾ يَقُولُ: وَمِنْ -[٤٧٩]- خَلْفِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ مِنَ ابْنِهَا إِسْحَاقَ. وَالْوَرَاءُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: وَلَدُ الْوَلَدِ، وَكَذَلِكَ تَأَوَّلَهُ أَهْلُ التَّأْوِيلِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:


الصفحة التالية
Icon