حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، قَالَ ثَنِي مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَامِرِ بْنِ جَشِيبٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾ [النبأ: ٢٣] وَقَوْلُهُ: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [هود: ١٠٧] ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ [هود: ١٠٧] أَنَّهُمَا فِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ " وَقَالَ آخَرُونَ: الِاسْتِثَنَاءُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِي أَهْلِ التَّوْحِيدِ، إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا: مَعْنَى قَوْلِهِ: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ [هود: ١٠٧] إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبُّكَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنْهُمْ فَلَا يُدْخِلُهُمُ النَّارَ. وَوَجَّهُوا الِاسْتِثَنَاءَ إِلَى أَنَّهُ مِنْ قَوْلِهِ: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ﴾ [هود: ١٠٦].. ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ [هود: ١٠٧] لَا مِنَ الْخُلُودِ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرٍ، أَوْ أَبِي سَعِيدٍ يَعْنِي الْخُدْرِيَّ أَوْ عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾ [هود: ١٠٧] قَالَ: «هَذِهِ الْآيَةُ تَأْتِي عَلَى الْقُرْآنِ كُلِّهِ»، يَقُولُ: حَيْثُ كَانَ فِي الْقُرْآنِ ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ [هود: ١٠٧] تَأْتِي عَلَيْهِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ أَبَا مِجْلَزٍ يَقُولُ: هُوَ جَزَاؤُهُ، فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ تَجَاوَزَ عَنْ عَذَابِهِ " -[٥٨٢]- وَقَالَ آخَرُونَ: عَنَى بِذَلِكَ أَهْلَ النَّارِ، وَكُلَّ مَنْ دَخَلَهَا ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: