قَالَ: ثَنِي حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، " ﴿وَشَرَوهُ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَبِيعَ بَيْنَهُمْ "
حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى، قَالَ: ثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ: " ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] قَالَ: بَاعُوهُ " حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثَنَا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، مِثْلَهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ: ثَنِي أَبِي، قَالَ: ثَنِي عَمِّي، قَالَ: ثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: «فَبَاعَهُ إِخْوَتُهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ» وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ عَنَى بِقَوْلِهِ: ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] السَّيَّارَةَ أَنَّهُمْ بَاعُوا يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، " ﴿وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] وَهُمُ السَّيَّارَةُ الَّذِينَ بَاعُوهُ " وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ فِي ذَلِكَ بِالصَّوَابِ قَوْلُ مَنْ قَالَ: تَأْوِيلُ ذَلِكَ: وَشَرَى إِخْوَةُ -[٥٣]- يُوسُفَ يُوسُفَ بِثَمَنٍ بَخْسٍ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَخْبَرَ عَنِ الَّذِينَ اشْتَرُوهُ أَنَّهُمْ أَسَرُّوا شِرَاءَ يُوسُفَ مِنْ أَصْحَابِهِمْ خِيفَةَ أَنْ يَسْتَشْرِكُوهُمْ بِادِّعَائِهِمْ أَنَّهُ بِضَاعَةً، وَلَمْ يَقُولُوا ذَلِكَ إِلَّا رَغْبَةً فِيهِ أَنْ يَخْلُصَ، لَهُمْ دُونَهُمْ وَاسْتِرْخَاصًا لِثَمَنِهِ الَّذِي ابْتَاعُوهُ بِهِ، لِأَنَّهُمُ ابْتَاعُوهُ كَمَا قَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] وَلَوْ كَانَ مُبْتَاعُوهُ مِنْ إِخْوَتِهِ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ لَمْ يَكُنْ لِقِيلِهِمْ لِرُفَقَائِهِمْ هُوَ بِضَاعَةٌ مَعْنَى، وَلَا كَانَ لِشِرَائِهِمْ إِيَّاهُ وَهُمْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ وَجْهٌ، إِلَّا أَنْ يَكُونُوا كَانُوا مَغْلُوبًا عَلَى عُقُولِهِمْ؛ لِأَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ يَشْتَرِيَ صَحِيحُ الْعَقْلِ مَا هُوَ فِيهِ زَاهِدٌ مِنْ غَيْرِ إِكْرَاهِ مُكْرِهٍ لَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَكْذِبُ فِي أَمْرِهِ النَّاسَ بِأَنْ يَقُولُ: هُوَ بِضَاعَةٌ لَمْ أَشْتَرِهِ مَعَ زُهْدِهِ فِيهِ، بَلْ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ قَوْلِ مَنْ هُوَ بِسِلْعَتِهِ ضَنِينٌ لِنَفَاسَتِهَا عِنْدَهُ، وَلِمَا يَرْجُو مِنْ نَفِيسِ الثَّمَنِ لَهَا وَفَضْلِ الرِّبْحِ وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] فَإِنَّهُ يَعْنِي: نَقْصٍ، وَهُوَ مَصْدَرٌ مِنْ قَوْلِ الْقَائِلِ: بَخِسْتُ فُلَانًا حَقَّهُ: إِذَا ظَلَمْتُهُ، يَعْنِي: ظَلَمَهُ فَنَقَصَهُ عَمَّا يَجِبُ لَهُ مِنَ الْوَفَاءِ، أَبْخَسُهُ بَخْسًا؛ وَمِنْهُ قَوْلُهُ: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾ [الأعراف: ٨٥] وَإِنَّمَا أُرِيدَ بِثَمَنٍ مَبْخُوسٍ: مَنْقُوصٍ، فَوَضَعَ الْبَخْسَ وَهُوَ مَصْدَرٌ مَكَانَ مَفْعُولٍ، كَمَا قِيلَ: ﴿بِدَمٍ كَذِبٍ﴾ [يوسف: ١٨] وَإِنَّمَا هُوَ بِدَمٍ مَكْذُوبٍ فِيهِ. وَاخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي مَعْنَى ذَلِكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قِيلَ ﴿بِثَمَنٍ بَخْسٍ﴾ [يوسف: ٢٠] لِأَنَّهُ كَانَ حَرَامًا عَلَيْهِمْ -[٥٤]- ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ: