حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَتَّابٍ، رَجُلٍ مِنْ تَغْلِبَ كَانَ نَصْرَانِيًّا عُمْرًا مِنْ دَهْرِهِ، ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدُ، فَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَفَقِهَ فِي الدِّينِ، وَكَانَ فِيمَا ذُكِرَ أَنَّهُ كَانَ نَصْرَانِيًّا أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ عَمَّرَ فِي الْإِسْلَامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ: كَانَ آخِرُ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ نَبِيًّا بَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي قَدْ سِلَبْتُ أَصْوَاتَكُمْ، وَأَبْغَضْتُكُمْ بِكَثْرَةِ أَحْدَاثِكُمْ، فَهَمُّوا بِهِ لِيَقْتُلُوهُ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ: ائْتِهِمْ وَاضْرِبْ لِي وَلَهُمْ مَثَلًا، فَقُلْ لَهُمْ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لَكُمُ: اقْضُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرَمِي أَلَمِ اخْتَرْ لَهُ الْبِلَادَ، وَطَيِّبْتُ لَهُ الْمَدَرَةَ، وَحَظَرْتُهُ بِالسِّيَاجِ، وَعَرَّشْتُهُ السَّوِيقَ وَالشَّوْكَ وَالسِّيَاجَ وَالْعَوْسَجَ، وَأَحَطْتُهُ بِرِدَائِي، وَمَنَعْتُهُ مِنَ الْعَالَمِ وَفَضَّلْتُهُ، فَلَقِيَنِي بِالشَّوْكِ وَالْجُذُوعِ، وَكُلُّ شَجَرَةٍ لَا تُؤْكَلُ؟ مَا لِهَذَا اخْتَرْتُ الْبَلْدَةَ، وَلَا طَيَّبْتُ الْمَدَرَةَ، وَلَا حَظَرْتُهُ بِالسِّيَاجِ، وَلَا عَرَّشْتُهُ السَّوِيقَ، وَلَأَحَطْتُهُ بِرِدَائِي، وَلَا مَنَعْتُهُ مِنَ الْعَالَمِ فَضَّلْتُكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، ثُمَّ اسْتَقْبَلْتُمُونِي بِكُلِّ