الْحَرْفِ. وَكَانَ عَامَّةُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِكَلَامِ الْعَرَبِ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ وَبَعْضِ الْبَصْرِيِّينَ مِنْهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ الْخِطْءَ وَالْخَطَأَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ، إِلَّا أَنَّ بَعْضَهُمْ زَعَمَ أَنَّ الْخِطْأَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ فِي الْقِرَاءَةِ أَكْثَرُ، وَأَنَّ الْخَطَأَ بِفَتْحِ الْخَاءِ وَالطَّاءِ فِي كَلَامِ النَّاسِ أَفْشَى، وَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعِ الْخِطْأَ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ، فِي شَيْءٍ مِنْ كَلَامِهِمْ وَأَشْعَارِهِمْ، إِلَّا فِي بَيْتٍ أَنْشَدَهُ لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ:
[البحر البسيط]

الْخِطْءُ فَاحِشَةٌ وَالْبِرُّ نَافِلَةٌ كَعَجْوَةٍ غُرِسَتْ فِي الْأَرْضِ تُؤْتَبَرُ
وَقَدْ ذَكَرْتُ الْفَرْقَ بَيْنَ الْخِطْءِ بِكَسْرِ الْخَاءِ وَسُكُونِ الطَّاءِ وَفَتْحِهِمَا. وَأَوْلَى الْقِرَاءَاتِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ، الْقِرَاءَةُ الَّتِي عَلَيْهَا قُرَّاءُ أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَعَامَّةُ أَهْلِ الْحِجَازِ، لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَيْهَا، وَشُذُوذِ مَا عَدَاهَا. وَإِنَّ مَعْنَى ذَلِكَ كَانَ إِثْمًا وَخَطِيئَةً، لَا خَطَأً مِنَ الْفِعْلِ، لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا كَانُوا يَقْتُلُونَهُمْ عَمْدًا لَا خَطَأً، وَعَلَى عَمْدِهِمْ ذَلِكَ عَاتَبَهُمْ رَبُّهُمْ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِمْ بِالنَّهْيِ عَنْهُ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ، قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ


الصفحة التالية