اسْمُ أَحَدِهِمَا بيدروس، وَاسْمُ الْآخَرِ: روناس، فَأْتَمَرَا أَنْ يَكْتَبَا شَأْنَ الْفِتْيَةِ أَصْحَابَ الْكَهْفِ، أَنْسَابَهُمْ وَأَسْمَاءَهُمْ وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ، وَقِصَّةَ خَبَرِهِمْ فِي لَوْحَيْنِ مِنْ رَصَاصٍ، ثُمَّ يَصْنَعَا لَهُ تَابُوتًا مِنْ نُحَاسٍ، ثُمَّ يَجْعَلَا اللَّوْحَيْنِ فِيهِ، ثُمَّ يَكْتُبَا عَلَيْهِ فِي فَمِ الْكَهْفِ بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْبُنْيَانِ، وَيَخْتِمَا عَلَى التَّابُوتِ بِخَاتَمِهِمَا، وَقَالَا: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُظْهِرَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةِ قَوْمًا مُؤْمِنِينَ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَيَعْلَمُ مَنْ فَتَحَ عَلَيْهِمْ حِينَ يَقْرَأُ هَذَا الْكِتَابَ خَبَرَهُمْ، فَفَعَلَا ثُمَّ بَنَيَا عَلَيْهِ فِي الْبُنْيَانِ، فَبَقِيَ دقينوس وَقَرْنَهُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقُوا، ثُمَّ هَلَكَ دقينوس وَالْقَرْنُ الَّذِي كَانُوا مَعَهُ، وَقُرُونٌ بَعْدَهُ كَثِيرَةٌ، وَخَلَفَتِ الْخُلُوفُ بَعْدَ الْخُلُوفِ
حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ، قَالَ: ثني حَجَّاجٌ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ الْكَهْفِ أَبْنَاءَ عُظَمَاءِ مَدِينَتِهِمْ، وَأَهْلِ شَرَفِهِمْ، فَخَرَجُوا فَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ هُوَ أَسَنُّهُمْ: إِنِّي لَأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا أَظُنُّ أَنَّ أَحَدًا يَجِدُهُ، -[١٧٣]- قَالُوا: مَاذَا تَجِدُ؟ قَالَ: أَجِدُ فِي نَفْسِي أَنَّ رَبِّي رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَقَالُوا: نَحْنُ نَجِدُ، فَقَامُوا جَمِيعًا، فَقَالُوا: ﴿رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا﴾ فَاجْتَمَعُوا أَنْ يَدْخُلُوا الْكَهْفَ، وَعَلَى مَدِينَتِهِمْ إِذْ ذَاكَ جَبَّارٌ يُقَالُ لَهُ دقينوس فَلَبِثُوا فِي الْكَهْفِ ثَلَاثَماِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا رُقَّدًا