حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَوْلُهُ: ﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾ [الكهف: ٦١] ذُكِرَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَطَعَ الْبَحْرَ وَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ، جَمَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَخَطَبَهُمْ فَقَالَ: أَنْتُمْ خَيْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ وَأَعْلِمَهُ، قَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ عَدُوَّكُمْ، وَأَقْطَعَكُمُ الْبَحْرَ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ التَّوْرَاةَ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ هَهُنَا رَجُلًا هُوَ أَعْلَمُ مِنْكَ. قَالَ: فَانْطَلَقَ هُوَ وَفَتَاهُ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ -[٣٣٢]- يَطْلُبَانِهِ، وَتَزَوَّدَا سَمَكَةً مَمْلُوحَةً فِي مِكْتَلٍ لَهُمَا، وَقِيلَ لَهُمَا: إِذَا نَسِيتُمَا مَا مَعَكُمَا لَقِيتُمَا رَجُلًا عَالِمًا يُقَالُ لَهُ الْخَضِرُ، فَلَمَّا أَتَيَا ذَلِكَ الْمَكَانَ، رَدَّ اللَّهُ إِلَى الْحُوتِ رُوحَهُ، فَسَرَبَ لَهُ مِنَ الْجِسْرِ حَتَّى أَفْضَى إِلَى الْبَحْرِ، ثُمَّ سَلَكَ فَجَعَلَ لَا يَسْلُكُ فِيهِ طَرِيقًا إِلَّا صَارَ مَاءً جَامِدًا. قَالَ: وَمَضَى مُوسَى وَفَتَاهُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾ [الكهف: ٦٣].. ثُمَّ تَلَا إِلَى قَوْلِهِ: ﴿وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: ٦٥] فَلَقِيَا رَجُلًا عَالِمًا يُقَالُ لَهُ الْخَضِرُ، فَذُكِرَ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرَ خَضِرًا لِأَنَّهُ قَعَدَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَاهْتَزَّتْ بِهِ خَضْرَاءَ»


الصفحة التالية
Icon