سُورَةُ الْأَنْبِيَاءِ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا اثْنَتَا عَشَرَةَ وَمِائَةٌ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                                        
                                                                            الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ١] يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: دَنَا حِسَابُ النَّاسِ عَلَى أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي دُنْيَاهُمْ،  وَنِعَمِهِمُ الَّتِي أَنْعَمَهَا عَلَيْهِمْ فِيهَا،  فِي أَبْدَانِهِمْ، وَأَجْسَامِهِمْ، وَمَطَاعِمِهِمْ، وَمَشَارِبِهِمْ، وَمَلَابِسِهِمْ،  وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ نِعَمِهِ عِنْدَهُمْ، وَمَسْئَلَتُهُ إِيَّاهُمْ مَاذَا عَمِلُوا فِيهَا،  وَهَلْ أَطَاعُوهُ فِيهَا، فَانْتَهَوْا إِلَى أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ فِي جَمِيعَهَا، أَمْ عَصَوْهُ فَخَالَفُوا أَمْرَهُ فِيهَا؟ ﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ١] يَقُولُ: وَهُمْ فِي الدُّنْيَا عَمَّا اللَّهُ فَاعِلٌ بِهِمْ مِنْ ذَلِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَنْ دُنُوِّ مُحَاسَبَتِهِ إِيَّاهُمْ مِنْهُمْ، وَاقْتِرَابِهِ لَهُمْ فِي سَهْو وَغَفْلَةٍ، وَقَدْ أَعْرَضُوا عَنْ ذَلِكَ، فَتَرَكُوا الْفِكْرَ فِيهِ،  وَالِاسْتِعْدَادَ لَهُ وَالتَّأَهُّبَ، جَهْلًا مِنْهُمْ بِمَا هُمْ لَاقُوهُ عِنْدَ ذَلِكَ مِنْ عَظِيمِ الْبَلَاءِ،  وَشَدِيدِ الْأَهْوَالِ وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ١] قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ،  وَجَاءَ الْأَثَرُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
                                        
                                                                            ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: ثنا أَبُو الْوَلِيدِ، قَالَ: ثني أَبُو مُعَاوِيَةَ -[٢٢٢]- قَالَ: أَخْبَرَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ١] قَالَ: «فِي الدُّنْيَا»