أَشْخَاصَهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ، تَغَيَّظَتْ عَلَيْهِمْ؛ وَذَلِكَ أَنْ تَغْلِيَ وَتَفُورَ. يُقَالُ: فُلَانٌ تَغَيَّظَ عَلَى فُلَانٍ، وَذَلِكَ إِذَا غَضِبَ عَلَيْهِ فَغَلَى صَدْرُهُ مِنَ الْغَضَبِ، عَلَيْهِ وَتَبَيَّنَ فِي كَلَامِهِ. وَزَفِيرًا، وَهُوَ صَوْتُهَا. فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: وَكَيْفَ قِيلَ: ﴿سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا﴾ [الفرقان: ١٢] وَالتَّغَيُّظُ: لَا يُسْمَعُ؟ قِيلَ: مَعْنَى ذَلِكَ: سَمِعُوا لَهَا صَوْتَ التَّغَيُّظِ، مِنَ التَّلَهُّبِ وَالتَّوَقُّدِ
حَدَّثَنِي مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثنا أُصْبُعُ بْنُ زَيْدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَثِيرٍ، عَنْ فُدَيْكٍ، عَنْ رَجُلٍ، مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَقُولُ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ بَيْنَ عَيْنِي جَهَنَّمَ مَقْعَدًا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهَلْ لَهَا مِنْ عَيْنٍ؟ قَالَ: " أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللَّهِ: ﴿إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [الفرقان: ١٢] الْآيَةَ "
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، فِي قَوْلِهِ: سَمِعُوا لَهَا، تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا قَالَ: أَخْبَرَنِي الْمَنْصُورُ بْنُ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: " إِنَّ جَهَنَّمَ لَتَزْفُرُ زَفْرَةً لَا يَبْقَى مَلَكٌ وَلَا نَبِيُّ إِلَّا خَرَّ تَرْعَدُ فَرَائِصُهُ؛ حَتَّى إِنَّ -[٤١٠]- إِبْرَاهِيمَ لَيَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ لَا أَسْأَلُكُ الْيَوْمَ إِلَّا نَفْسِيَ "


الصفحة التالية
Icon